في هذه الآونة كثيرا ما نرى اندفاع الناس نحو شيء ما؛ وتعاطفهم معه سواء كان ذلك الموضوع من شأنهم أم لا، حتى وإن كان لا يمثل قيمهم ويختلف مع مبادئهم.

مسلسل جديد تم عرضه وأخذ زخما لا يستحقه، روج لأفكار رأسمالية لا تمت للإنسانية بأية صلة.

ومن المحزن أن تجد هؤلاء الذين قاموا باستغلال تلك الألعاب التي عرضت فيه وتطبيقها على أرض الواقع، ليكون طريقة تسويقية للبحث عن المزيد من الجذب والإثارة، يرتدون اللباس والأقنعة نفسها وحاملين للاسم نفسه. متجاهلين تلك القيم غير الإنسانية التي تضمنها خلال حلقاته، والتي تتعارض مع قيمنا ومبادئنا دون تفكير.

ألعابه ليست مختلفة بنوعها ولا جديدة، أغلب ثقافات الشعوب كانت من ضمن تراثها وماضيها، وإن اختلفت مسمياتها التي أطلقت عليها، لكن لماذا تم تطبيقها الآن؟

هناك ظاهرة تعرف باسم القطيع أو العقل الجمعي، وهي ظاهرة نفسية تفترض فيها الجماهير أن تصرفات الجماعة تعكس سلوكا صحيحا، من خلال الانحياز للقيم السائدة بغض النظر عن صوابها، وما يؤمن به الغالبية العظمى من الجماهير هو الصحيح.

إن الإذعان لظاهرة القطيع والعقل الجمعي، تفقد الإنسان قدرته على التفكير بعمق للموقف الذي يتعرض له، فيسير وراء القطيع دون تفكير، أي أنه يسمح لغيره بالتفكير نيابة عنه، مما يشكل تعطيلا تاما للعقل الفردي الذي وهبنا الله إياه. مثل تعامل الشعوب وتعاطفهم مع أزمة إنسانية حدثت أو قضية، مسلسل حديث تم عرضه وتجد شعبيته الكبيرة التي حظيَ بها من ملايين المعجبين، رغم رسالته الخاطئة التي حاول إيصالها.

أي نكون كالمسيرين؛ هناك من يتحكم في أفكارنا وآرائنا دون أن نشعر.

لماذا لا نسمح لعقولنا أن تفكر بوعي ولو قليلا، قبل أن نفعل شيئا فعله الآخرون وألا ننجر وراء كل جديد؟ أم لدخلوا جحرَ ضبٍ لدخلتُموه.