استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قصره بالرياض، أمس، ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حيث أجرى الطرفان مباحثات تناولت العلاقات بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأقام خادم الحرمين مأدبة غداء تكريما لملك البحرين.

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد وصل إلى الرياض، وغادر بعد لقائه خادم الحرمين، وكان في استقباله وتوديعه في مطار الملك خالد الدولي، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

ملك البحرين: السعودية صمام أمان المنطقة

وأكد ملك البحرين على الوقوف في صف وخندق واحد مع السعودية، تعبيرا عن وحدة الهدف والمصير، وشدد على أن أمن السعودية جزء لا يتجزأ من أمن البحرين، وقال إن السعودية هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها.

وأعرب ملك البحرين عن سعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لبحث تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة، وذلك استمراراً للتنسيق والتشاور المتواصل، لكل ما فيه خير البلدين والشعبين.

بيان مشترك

وصدر بيان مشترك في ختام الزيارة، أكد فيه الجانبان على مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير 2021، الذي نص على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته "36" في ديسمبر 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركتين وتنسيق المواقف، والإسراع في العمل الثنائي بين دول المجلس، لإزالة كافة الأمور العالقة.

سرعة تنفيذ جسر الملك حمد

وبشأن العلاقات الثنائية، وجّه الجانبان بسرعة تنفيذ مشروع جسر الملك حمد، الذي سيربط المملكتين، والذي سيشكل علامة بارزة وإضافة مميزة في تاريخ العلاقات البحرينية السعودية، الضاربة في جذور وأعماق التاريخ، وامتداداً لجسور المحبة والمودة والأخوة، والتواصل بين أبناء الشعبين الشقيقين.

وأشاد الجانبان بالنتائج المتميزة، للاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي البحريني، الذي عقد في مملكة البحرين يوم 6/ 5/ 1443هـ الموافق 10/ 12/ 2021، برئاسة مشتركة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وما نتج عنه من إطلاق عدد من المبادرات السياسية والعسكرية والأمنية، والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية، بما يسهم في تعزيز أوجه التعاون المختلفة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

التعاون الأمني والعسكري

وفي المجال الأمني والعسكري، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون القائم بين البلدين، مؤكدين استمرار تعزيز التعاون المشترك بينهما في هذا المجال، فقد وجهت القيادتان إلى أهمية استمرار العمل على تطوير التعاون العسكري المشترك وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، والتكامل بين الأجهزة الأمنية، لترسيخ دعائم الأمن، وأكد الطرفان على خطورة تنامي قدرات الجماعات الإرهابية، بشكل عام في المنطقة، وتهريب إيران للقدرات الصاروخية والمسيرات لهذه الجماعات، من أجل استهداف دول المنطقة.

الطاقة والتغير المناخي

وفي مجاليّ الطاقة والتغير المناخي، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس، الرامية إلى استقرار أسواق البترول العالمية، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس، ورحب الجانبان بالتعاون في قطاع البترول والغاز، وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال، واتفقا على التعاون في الإنتاج المشترك للنفط والغاز، والتأكيد على أهمية الاستثمار المشترك في مجال الطاقة بجميع أنواعها، كما اتفقا على تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ الدولية، والعمل على أن تركز على الانبعاثات وليس المصادر، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، والسعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية، بطريقة مستدامة اقتصادياً، إضافة إلى التعاون في مجال الهيدروجين وتطوير التقنيات المتعلقة بنقله وتخزينه، وتبادل الخبرات والتجارب لتطبيق أفضل الممارسات في مجال الهيدروجين، كما أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة في هذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالمياً، وأكدا على أهمية تعزيز التبادل التجاري للطاقة الكهربائية، والاستفادة من الربط الكهربائي وتبادل الخبرات في مشروعات قطاعات الطاقة، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، وتطوير البيئة الحاضنة لها.

التعاون الاقتصادي

وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، أكد الجانبان عزمهما على رفع وتيرة التعاون الاقتصادي المشترك، من خلال تحفيز القطاعين الحكومي والخاص، واستمرار تبادل الزيارات بين أصحاب الأعمال للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية نوعية، وإقامة مشروعات اقتصادية في البلدين تخدم رؤيتي 2030 للمملكتين، وتعزز من فرص الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، كما أكدا على أهمية تمكين القطاع الخاص، ودفعه لاستغلال ما يزخر به البلدان الشقيقان من فرص متاحة وإمكانات متنوعة، والعمل على تطوير الكوادر البشرية، لاسيما في مجالات الصناعات المشتركة بين الجانبين، ومشاريع استيراد المواد اللازمة لأعمال البنية التحتية، والتجارة البينية والشراكة الإستراتيجية في مختلف المجالات التعليمية والصحية وتعزيز التعاون.

وفي مجالات الثقافة والإعلام والسياحة والتنمية الاجتماعية، أكد الجانبان على أهمية إبراز الصورة الإيجابية لِكلا البلدين وتعزيز وتطوير التعاون في هذه المجالات بما يُسهم في ترسيخ وتعزيز العمل المشترك.

القضية الفلسطينية

كما استعرض الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، مشددين على مواصلة دعمهما لتحقيق كل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

الأزمة اليمنية

وأعرب الجانبان عن تطابق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية يقوم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الازمة اليمنية، بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته وسيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وإدانة استمرار استهداف مليشيات الحوثي الارهابية للمطارات والأعيان و المنشآت الحيوية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ورحب الجانبان باعتماد مجلس الأمن قراراً بتجديد نظام العقوبات على اليمن وتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية للمرة الأولى وإدراجهم في قائمة عقوبات اليمن وفرض حظر الأسلحة عليهم. ومقدرين في الوقت ذاته الدور الكبير الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

العراق

وفي الشأن العراقي، أعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في مواصلة العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته، والقضاء على الإرهاب ووقف التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.

أما في الشأن اللبناني، فقد أكد الجانبان على حرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية وعلى أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته وحصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألاّ يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الارهابية التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة كحزب الله الإرهابي سواء من خلال وسائل الإعلام والندوات وغيرها، وألا يكون أيضاً مصدراً لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات.

الأزمة السورية

شدد الجانبان على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، ويدعمان في هذا الشأن جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2254 ووقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، وأكدا على وقوفهما إلى جانب الشعب السوري وعلى ضرورة دعم الجهود الدولية الإنسانية في سورية.

الأوضاع في السودان

وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، أشار الجانبان إلى استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان متمنين للسودان وشعبه الشقيق بالاستقرار والازدهار.

الملف النووي الإيراني

وبشأن الملف النووي الإيراني، أكّدا على أهمية التعاون والتعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، ويطالبان في هذا الشأن الأطراف المعنية بمراعاة مصالح جميع دول المنطقة وأمنها واستقرارها.

ليبيا

في الشأن الليبي، أعرب الجانبان عن أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يحافظ على مصالح الشعب الليبي ووحدة الأراضي الليبية ويعزز الأمن والسلم في المنطقة، كما أكدا على ضرورة سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا.

أفغانستان

وفيما يتعلق بأفغانستان؛ أكد الجانبان على ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين فيها، وندد الجانبان بأي أعمال تستهدف تجنيد اللاجئين الأفغان في مناطق الصراع المختلفة وعبّرا عن أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في أفغانستان،منوهين بمبادرة المملكة العربية السعودية في الدعوة لعقد الاجتماع الاستثنائي بتاريخ 19 ديسمبر 2021 في إسلام آباد، وما صدر عنه من قرارات مهمة تهدف للاستقرار والتنمية في أفغانستان.

أبرز ما جاء في البيان المشترك

- أكد الجانبان على مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير 2021

- وجه الجانبان بسرعة تنفيذ مشروع جسر الملك حمد الذي سيربط المملكتين

- الإشادة بنتائج الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي البحريني

- أهمية استمرار العمل على تطوير التعاون العسكري المشترك وتعزيز التعاون الأمني

- الاتفاق على التعاون في الإنتاج المشترك للنفط والغاز

- تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»

- رفع وتيرة التعاون الاقتصادي المشترك