إذا أردت بدء عمل جديد حدد توقعاتك حول طبيعة هذا العمل في شتى الجوانب، مثل درجة التقدير التي تتوقع الحصول عليها، العلاقات مع زملاء العمل، علاقتك بالمديرين، التطوّر والتعلّم، والراتب، فلو بدأ موظفان العمل في عمر متقارب وفي نفس اليوم وبنفس الظروف، أحدهما تقييمه عال في الذكاء والمهارات والتحصيل العلمي، بينما الآخر تقييمه أقل من المتوسط، بعد سنوات سنجد أنهما أصبحا في مستوى واحد في مقر عملهما بسبب أن الأول توقعاته كانت مرتفعة مقارنة بواقع العمل، بينما الآخر جعل توقعاته تتكيّف مع واقعه لينعكس ذلك على تطور مستوياته.

وهذا ما يؤكده فيكتور فروم الأستاذ في كلية ييل للإدارة في نظرية التوقع في عام 1964 بأن التوقعات هي ما يحدد تصرفات الأفراد بطريقة ما دون أخرى. وكما أن إدارة التوقعات مفيدة في مجال الأعمال فهي كذلك في الحياة العامة، فإدارة التوقعات بطريقة فعالة تؤثر في جودة حياتك، فيصبح لدى الإنسان توقعات أو معايير (Standards) في شتى مجالات الحياة منها العاطفية، المهنية، الاجتماعية، المتعة والرفاهية. إلا أنه في كثير من الأحيان تكون هذه التوقعات غير منطقية أو غير واضحة أو أن تكون جامدة وغير مرنة، وهذه أهم ما يعيق الإدارة الناجحة للتوقعات، فيجب أن تكون توقعاتك مرنة وواضحة ومنطقية.

وهناك معادلة مهمة في هذا الجانب، وهي أن السعادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالواقع والتوقعات، فكلما كان الواقع أكبر من التوقعات زادت سعادة الإنسان، ويضجر الإنسان بطبيعته عندما يكون واقعه أقل مما يتوقع، فاحرص أن يكون واقعك على مستوى قريب من توقعاتك، وألا تكون هذه التوقعات «خطّية»، بحيث يبني الإنسان توقعاته الناجحة على التوقعات المستقبلية، فالتوقعات غالباً تسير في منحنى لوغاريتمي مع معوقات الحياة.

ختاماً قمة الكرم أن يحرر الإنسان من يحب من توقعاته، بحيث لا يفسر أفعاله بناء على تلك التوقعات.