لا تداعيات (كوفيد- 19) وتطوراته الخطيرة والمتلاحقة، ولا موجات الثلوج المتواصلة والبرد القارس، وكون أوكرانيا من أكبر دول الاتحاد السوفييتي السابق، شفعت لدى القيادة الروسية لتفادي إشعال فتيل هذه الحرب المدمرة، لروسيا وأوكرانيا، على حد سواء، أما كان من الأجدى بالإدارة الروسية أن تبذل كل ما بوسعها لكسب ود الحكومة الأوكرانية، كما فعلت قيادة الاتحاد السوفييتي السابق، وباتت قوة له، لا مصدر إضعاف وحرق وتدمير. ولمصلحة من تدمير دولة، وقتل وتهجير شعب جار لروسيا، والإجهاز على ما تبقى من دول الاتحاد السوفييتي السابق؟

هذا الأمر يتناقض تمامًا مع ما يطمح إليه الرئيس الروسي باستعادة مكانة وقوة ونفوذ الاتحاد السوفييتي السابق، هذه أفضل خدمة تقدمها الإدارة الروسية الحالية لأعداء روسيا، وأكبر عقبة تحول دون إنجاز هذا الحلم الكبير، والقيادة الروسية تدرك جيدًا، وقبل غيرها، أن المنتصر في كل حرب هو خاسر أيضًا، فكيف إذا كان الخاسر في هذه الحرب الطاحنة كان جزءًا من الشعب السوفييتي، واليوم دولة جاره لروسيا؟.

في كل الأحوال كان من الحكمة والرأي السديد أن يتفادى الدب الأحمر إشعال فتيل هذا الصراع المسلح، حتى لو حاولت الزعامة الأوكرانية ذاتها إشعاله بشتى الطرق والوسائل، للحفاظ على سلامة الشعبين الجارين، وحماية أمنهما وممتلكاتهما، وعدم تبديد ثرواتهما بهذا النزاع، وبالعكس استغلالهما لتطورهما، وتقديم أفضل الخدمات، ليس الضرورية لهما فقط، بل حتى الكمالية منها، لكن يبدو أن الرئيس الروسي سقط في الفخ، وكل حلمه الآن أن يخرج من هذا الفخ بأقل الخسائر، وأن تدمير أوكرانيا يطال روسيا أيضًا، ويخدم مصالح أعدائهما معًا.