يقول الدكتور خالد بن بكر في مقابلته الأخيرة: أنه بعد سماعه بحادثة 11 سبتمبر بدأ بالتفكير بما سوف ينعكس عليه هذا الحدث في عمله كمدير عام للخطوط السعودية. ويضيف: أنه بدأ الاستعداد للتغييرات التي ستصاحب هذه الحادثة، ولذا استعد مبكرًا للرياح الجانبية التي انطلقت على جميع خطوط الطيران العالمية.

وفي مقطع جميل ومضحك انتشر بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، يشرح أحد السعوديين المشهد السياسي العسكري الاقتصادي على صحن من الحلوى أمامه، ويقول في النهاية بعد شرح واف إن هذه التغييرات الضخمة ستؤثر فيه، وستلحق به وهو الساكن في بيشة.

الشاهد من هذين المثالين أن التغييرات اليوم التي تحدث في مكان بعيد، حتمًا سوف تأتيك، حتى إن كنت بعيدًا عنها، لأن الترابط اليوم أصبح هو السمة الغالبة على حياتنا.

إحدى القواعد الإدارية في كتاب تمبلر تقول: مهما يكن الشيء الذي تقوم به الآن، فستتغير الأمور. فمما لا شك فيه؛ هو أن المستقبل سوف يطوينا بين جنباته، وستتغير الأشياء لا محالة. ولذا عليك كمدير أن تكون مرنًا ولينًا بدرجة تجعلك تتقدم في المضمار، عندما يحدث التغيير، كما أن عليك أن تضعه في خطة سيرك، لا أن تخرج من المضمار بسببه.

أحد الأصدقاء، عمره فوق الأربعين، ويعمل في إدارة القطاع الصحي الخاص لمدة تفوق على العشرين عام، ولديه نجاحات باهرة، حيث استطاع أن ينقذ عدد من المؤسسات الصحية الخاصة من الإفلاس والانهيار إلى النجاح والأرباح والتوسع. كنت متواصلًا معه في الفترة الماضية، يقول لي بأنه اليوم وبعد تأمل توصل إلى قرار جديد؛ قراره هو أنه سوف يكمل دراسته.

يحمل صديقي شهادتين في الدبلوم المتوسط بعد الثانوية، ويقول إنه بعد مراقبته للمشهد وجد أن التغييرات في القطاع الصحي بدأت في منحنى جديد، حيث صارت وزارة الصحة بنفسها تقود هذا التغيير وبسرعة رغبة منها في ترشيق هذا القطاع وزيادة تنافسيته، ولذا، رأى أن هذا التغيير سوف يؤثر عليه بشكل أو بآخر، واستنتج أن شهادة البكالوريوس تعتبر مفتاح دخول أساسي في الفترات المقبلة لمن يريد أن يصل وينجح ويستمر في وظيفته العليا. ولذا قرر أن يبدأ الدراسة من جديد على حسابه الشخصي حتى يحصل على شهادة في إدارة الأعمال أو في إدارة المؤسسات الصحية، ولا يستبعد أنه قد تعجبه الدراسة فيستمر في إكمال دارسته للماجستير.

أريد أن أصل إلى النقطة التي تقول: إن التغيير هو سمة الحياة، وعليك أن تتقبله بشكل رحب، وأن تتصالح معه. لأن المتصالحين والمتقبلين للتغييرات هم من ينجحون غالبا.