اقتراف الجرائم والذنوب والخطايا، محرم تحريما قطعيا، في كل الأحوال، خصوصا بحق المدنيين منهم، حتى في حال اندلاع النزاعات المسلحة بين الدول المتصارعة، فكيف بمن يقترفها بحق شعب هو جار له، تلزمنا كل الشرائع السماوية والدولية أن نكرمه ونحافظ على أمنه واستقراره وكرامته.

الروس كان بإمكانهم تجنب الهجوم على أوكرانيا أو على الأقل تأجيل الهجوم عليها إلى ما بعد انتهاء موجات الثلوج والبرد القارس، لكنهم ويا -للفجيعة- بادروا إلى استهداف المدنيين العزل في هذه البلاد المسالمة، بصورة شنيعة، فظيعة ومروعة، وبكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، وغير المحرمة، ذهب ضحيتها آلاف الأطفال بين قتيل وجريح ومهجر، وكأن أطفال أوكرانيا هم من كان وراء تهاوي وتفتت الاتحاد السوفياتي السابق، وكأن هذا الاستهداف المروع هو ما يرفع مكانة روسيا اليوم ويعيد أيام المجد الروسي السابق، وما علموا أن في ارتكاب مجازرهم البغيضة والمقيتة هذه يكمن انقراض ما تبقى لهم منه، ومحاولة استعادة ولو بعض منه اليوم، لقد أحرقوا قلوب فلذات أكبادنا وأمهاتنا الغوالي من قبل في إدلب، واليوم في أوكرانيا، وسيقتص الله منهم ويحرق قلوبهم في قلب عاصمتهم موسكو، وبطائراتهم ذاتها.

كما حصل سابقا بعد استهدافهم أطفال سورية. لقد كانت تداعيات تدخلهم في سورية فظيعة، مفزعة ومروعة، بما اقترفوا من مجازر شنيعة وبشعة، لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ كله، ولأسباب مقيتة منها اختبار فاعلية أسلحتهم على الأرض السورية، وبذبح أهلها وإحراقها وتدميرها، وإطالة أمد هذه المجزرة التاريخية المروعة لكل هذه الأعوام الطويلة، ومن قبل سارعوا إلى الاعتراف الفعلي بقيام دولة إسرائيل المختلقة بعد اغتصاب فلسطين حتى قبل اعتراف أمريكا الفعلي بها. مواقفكم المشينة هذه هي التي كانت وراء ضياع حضوركم المشرف على الساحة الدولية بشكل يفرض احترام العالم لكم لا مقته واستهجانه كما يحصل اليوم.