بعقلية أقرب لعقلية اللاعبين وحماسهم وشغفهم أدار مارادونا فرقة راقصي التانجو فنياً، وأضرم في نفوس لاعبيها التطلع لتكرار أمجاد جيلي 1978 و1986.

ترك مارادونا الرسميات، جلس على العشب مع مجموعة لاعبيه مثل معلم نمطي من معلمي الأفلام المصرية.. تحدث معهم عن مواجهاتهم المقبلة، نازلهم في تحديات فردية لتنفيذ الركلات الثابتة وإصابة العارضة.. عانقهم فرداً فرداً عند نهاية كل مباراة.. وحولهم أبطالاً في مؤتمراته الصحفية، فبلغوا معه ربع نهائي المونديال، وقدموا أداء للمتعة، ولكن لأن الفوز يعمي عن العيوب، فقد بقي الأداء الأرجنتيني مثخناً بالعيوب التي تم التغاضي عنها مع كل انتصار.

وجاء الدور على ألمانيا.. كانت تلك موقعة الاختبار الحقيقي لقدرات مارادونا كمدرب.. والمدرب ليس ذاك القارىء الجيد للمجريات والأحداث، بل وكذلك القادر على وضع الحلول لإخراج فريقه من الأزمات، والقادر أيضاً على أن يتخطى به عقبة المفاجآت التكتيكية التي قد يأتي بها الخصم.

وفشل مارادونا في الاختبار، لغم له نظيره الألماني لوف الأرض، وكبل رئته ميسي، ونصب له سيركاً من الرواق الذي كان يحرسه ظهيره الأيمن، وعبره جاءت الأهداف الألمانية الأربعة، فيما كان مارادونا يلوذ بالصمت العاجز، ويتهدل حاجباه حزناً، فيما كانت خطواته تقوده ليس خارج الملعب فقط، وإنما خارج المونديال، وربما عالم التدريب.