تضج الإذاعات والتليفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى الرسائل الخاصة، هذه الأيام بأغنية طالما تكررت على المسامع، واعتبرت واحدة من أجمل الأغاني التي قيلت للأمهات، وتغنت بهن وبحنانهن، وهي أغنية «ست الحبايب»، وهي من كلمات الشاعر الغنائي المصري حسين السيد، والتي غناها ولحنها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب. كما غنتها المطربة فايزة أحمد، وما زالت واحدة من الأغاني الخالدة في الذاكرة الغنائية العربية.

مطلع الستينيات

تعود قصة أغنية «ست الحبايب» إلى ستينيات القرن الماضي، أى أن عمرها تجاوز النصف قرن، ولكنها ما زالت من الأغاني المطلوبة، والتي يتبادلها كثيرون، سواء في مناسبة «عيد الأم»، المصادف 21 مارس من كل عام، أو في غيرها من المناسبات.

وتعود قصة الأغنية إلى ما يسمى «عيد الأم» في مطلع الستينيات، حيث ذهب الشاعر حسين السيد ليزور والدته في تلك الليلة، والتي كانت تسكن حيا شعبيا. وفي الدور السادس من العمارة، وبعد أن صعد السلم، ووصل إلى شقة والدته، اكتشف أنه نسي أن يشتري لها هدية بهذه المناسبة، وكان صعبا عليه أن يعود أدراجه، فيهبط 6 طوابق، ويذهب لشراء هدية، ثم يعود ليصعدها من جديد، لكنه اهتدى إلى الحل.

أغنية على الباب

وقف «السيد» قرب باب شقة والدته، وأخرج من جيبه قلما وورقة، وبدأ يكتب القصيدة لوالدته.

كان ذلك فعلا عفويا، لم يحتج إلى مراجعات، وكثيرا ما كانوا يقولون إن ما ينبع من القلب لا بد أن يصب في القلب، لذا وجدت تلك الأغنية كل ذلك الصدى الذي أبقاها حية في الأذهان حتى الآن.

الأغنية هدية

دخل «السيد» منزل والدته بعد انتهائه من كتابة الأغنية، وقرأها عليها كهدية، ففرحت بها فرحا شديدا، ولشدة فرحها وعدها أن تسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية، وبصوت غنائي جميل.

لم يكن «السيد» قد حضر للأمر، وإنما أخذته عواطفه بشدة، تجاوبا مع فرح والدته، وفكر كيف يفي بوعده، فاتصل بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وأعطاه كلمات الأغنية في اتصال هاتفي.

لم يحتج «عبدالوهاب» سوى بضع دقائق حتى وضع لحن الأغنية.. لحن بسيط يخاطب شغاف القلب، وما إن انتهى من التلحين حتى اتصل بالمطربة فايزة أحمد، لتأتي إليه، فسمعت الأغنية وبدأت في التدريب عليها.

في اليوم التالي، الذي صادف 21 مارس، غنى «عبدالوهاب» الأغنية برفقة عوده فقط، ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقي.

العنوان الدائم

باتت هذه الأغنية عنوانا دائما لمن يريد أن يوصل رسالة حب لوالدته لكن الكلمات تعجزه، ولعل صدق كلماتها وعفويتها هي من جعلت من تلحينها مسألة عبقرية آنية، واكتملت عناصر نجاحها بغنائها من قِبل «عبدالوهاب» و«فايزة».

كلمات الأغنية

ست الحبايب

يا حبيبة

يا أغلى من

روحي ودمي

يا حنينة

وكلك طيبة

يا رب

يخليك يا أمي

ست الحبايب

يا حبيبة

زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي

ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي

أنام وتسهري وتباتي تفكري

وتصحي من الآذان وتيجي تشأري

يا رب

يخليكي يا أمي

يا ست الحبايب

يا حبيبة

تعيشي لي يا حبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكِي

أنا روحي من روحك إنتِ وعايشة من سر دعاكي

بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة

وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا

يا رب

يخليكي يا أمي يا رب يخليكي يا أمي

يا ست الحبايب

يا حبيبة

لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية علي

أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية

نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي

لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي

يا ست الحبايب

يا حبيبة يا حبيبة