اليوم 21 مارس أول أيام فصل الربيع، الفصل الذي يعرف بازدهار الأرض وابتهاج الألوان والأجواء الخلابة، والذي عادة ما يرمز للحياة المتجددة ويشجع على التأمل في جمال الحياة بألوانها المتنوعة. وبما أننا في مرحلة متقدمة من النمو المتسارع والازدهار المستمر، تباعًا كلما اقتربنا من عام 2030، أرى أن هذا الموسم من السنة لم يحظ بما يستحق من التقدير، ولم نعشه حتى الآن بالشكل المأمول بالرغم مما يشكله كقيمة اقتصادية، وما يحويه من ثروة وطنية يمكن استثمارها بشكل أو بآخر.

في هذا الموسم من السنة والذي أتمنى أن يكون أبهى المواسم.

نريد أن نحيي ربيعًا عطّله التطرف أربعين عامًا، لا نتذكر خلاله إلا أغنية (وردك يا زارع الورد) لطلال مداح فقط أغنية واحدة هي حصيلة تلك السنين، كانت كالفزاعة التي صنعها المزارع ليدافع عن أشجاره وزهوره وسط حقول هددتها طيور الظلام، ولم تسمح لأهلها التأمل في الجمال والاستمتاع بالحياة.

نريد في فصل الربيع أن يكون موسم المواسم الترفيهية الذي تتشارك فيه جميع مناطق المملكة وسطها وشرقها وغربها وجنوبها وشمالها بالزراعة والشعر والغناء والرقص.

موسم ربيع نتهادى فيه أكاليل الورد ونعلقها على الأبواب.

موسمًا نحتفي فيه بمحاصيلنا ونأكل من خير بيئتنا.

موسم ننشر فيه أسماء نباتاتنا وزهورنا ومواطن انتشارها.

موسم ربيع يختلف عن ذاك الذي لطخوا اسمه بالحروب والثورات، بل موسمًا أشبه ما يكون بباقة ورد وسلام تعبر عن ازدهار وطننا، وخارطةً لربيع نثر جماله في القرى والهجر والبوادي والأرياف، فنحتفي بالريحان والفل والورد الطائفي والخزامى والكادي والأقحوان، ونجدهم في محلات بيع الورد كما نجد التوليب والأوركيد حاضرًا من هولندا.

نريد موسم ربيع نشاهد فيه توديع طيور الشتاء التي احتضنتها واستقبلتها أرضنا واختارتنا كحضن يأويها ويحميها من أقاصي البقاع.

ربيعا نطعم فيه سمك الكنعد المهاجر إلى (الخليج العربي) ونحتفي بقدومه ونقيد أوقات صيده، وأن نعزز عروبة هذا الخليج بالمناهج والأحداث والمواسم.

نريد لموسم الربيع أغانيه الوطنية التي تلم شمل أرجائنا بهوية وطابع يعزز ربط انتمائنا بأرضنا، فنتغنى بكادي الوديان وبريحان الأحساء وبفل القطيف وبورد الطائف وببن السراة.

والأهم أن يكون لهذا الموسم منتجاته الوطنية النابعة من بيئاتنا، وبيئاتنا تزخر بالخير والبركة.