بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على الغزو، توصل الخبراء إلى أن كلا الجانبين الروسي والأوكراني يحاولان إرهاق بعضهما البعض، حيث أطلقت القوات الروسية صواريخ بعيدة المدى على المدن والقواعد العسكرية، بينما تشن القوات الأوكرانية هجمات الكر والفر.

فيما استمرت المحادثات بين روسيا وأوكرانيا عن طريق الفيديو، لكنها فشلت في رأب الصدع بين الجانبين، حيث طالبت روسيا أوكرانيا بنزع سلاحها، وإعلان نفسها محايدة، وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية يجب أن تنسحب من البلاد بأكملها.

ويقول مسؤولون ومحللون غربيون إن الصراع يتحول إلى حرب استنزاف طاحنة مع قصف روسيا للمدن.

في حين رفض المسؤولون الأوكرانيون بتحدٍ مطلبا روسيا بأن تضع قواتهم في ماريوبول أسلحتهم، وترفع الأعلام البيضاء الاثنين مقابل ممر آمن، للخروج من المدينة الساحلية المحاصرة.

جريمة حرب

شهدت مدينة ماريوبول الجنوبية المطوقة على بحر آزوف بعض أسوأ أهوال الحرب تحت القصف الروسي لأكثر من 3 أسابيع، فيما وصفه مسؤولون أوكرانيون وغربيون بأنه «جريمة حرب».

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن السلطات في ماريوبول قد تواجه محكمة عسكرية إذا انحازت إلى ما وصفته بـ«قطاع الطرق»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي».

ورفض المسؤولون الأوكرانيون الاقتراح الروسي حتى قبل الموعد النهائي لموسكو، وهو الخامسة صباحًا بتوقيتها، للرد الذي جاء وذهب.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، لموقع برافدا الإخباري الأوكراني: «لا يمكن الحديث عن أي استسلام أو إلقاء سلاح».

وذكرت السلطات الأوكرانية أيضًا أن روسيا قصفت مصنعًا للمواد الكيميائية في شمال شرق أوكرانيا، مما أدى إلى تسرب الأمونيا السامة في الهواء، وضربت قاعدة تدريب عسكرية في الغرب بصواريخ «كروز».

مقابر القصف

كانت الضربة على مدرسة الفنون هي الثانية في أقل من أسبوع، والتي أبلغ فيها المسؤولون عن هجوم على مبنى عام، لجأ إليه سكان ماريوبول. الأربعاء، دمرت غارة جوية مسرحًا يعتقد أن أكثر من 1000 شخص يحتمون به. وتم الإبلاغ عن إنقاذ ما لا يقل عن 130 شخصًا الجمعة، لكن لم يكن هناك تحديث منذ ذلك الحين.

وقال مسؤولون في ماريوبول إن 2300 شخص على الأقل قتلوا في الحصار، ودفن بعضهم في مقابر جماعية.

وبيّن مسؤولون في المدينة وجماعات إغاثة أن القصف الروسي قطع الكهرباء والماء والغذاء عن ماريوبول، وقطع اتصالاتها بالعالم الخارجي، مما دفع السكان الباقين إلى معركة فوضوية من أجل البقاء.

وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: «ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب واسعة النطاق».

نزوح كبير

كان عدد سكان ماريوبول قبل الحرب نحو 430.000 نسمة، ويُعتقد أن ربعهم غادروا في الأيام الأولى للحرب، وخرج عشرات الآلاف خلال الأسبوع الماضي عبر ممر إنساني، على الرغم من أن القصف أحبط محاولات أخرى.

وفي مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، قالت السلطات إن القوات الروسية ألحقت أضرارا بمنازل مدنيين بغارة الاثنين. وأوضح مجلس المدينة أنه لم يُقتل أحد.

وفقا للأمم المتحدة، تسبب الغزو الروسي في نزوح ما يقرب من 3.4 ملايين شخص من أوكرانيا. وأكدت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 900 مدني، لكنها قالت إن العدد الفعلي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. بينما تختلف تقديرات الوفيات الروسية، لكن حتى الأرقام المتحفظة هي بالآلاف.

محطة تشيرنوبل

في تطور آخر مثير للقلق، قالت وكالة التنظيم النووي الأوكرانية إن أجهزة مراقبة الإشعاع حول محطة تشيرنوبل للطاقة، التي تم إيقاف تشغيلها، والتي كانت موقع أسوأ انهيار نووي بالعالم في 1986، قد توقفت عن العمل.

وأوضحت الوكالة أن هذه المشكلة، ونقص رجال الإطفاء، لحماية غابات المنطقة الملوثة بالإشعاع مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، قد يعني «تدهورًا كبيرًا» في القدرة على التحكم في انتشار الإشعاع بأوكرانيا وخارجها.