وصف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيزآل الشيخ أمس مثيري الفتن والفوضى في العوامية بـ"الحاقدين والمبغضين" لاستقرار البلاد وتعاون شعبها مع قيادتها، قائلا إن استقرار هذه البلاد ولّد أناسا حاقدين ومحبين للسوء لها والفساد والفوضى بها.

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس أن مثيري الفتنة خضعوا لأسيادهم الطغاة لزعزعة أمن واستقرار البلاد ونشر الفوضى في بلاد الحرمين، وأنهم نكبوا الإسلام بأفعالهم لكون منطلقهم سيّئا.

وفي المدينة المنورة، استنكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي تلك الأحداث قائلا "إننا نعلم أن هؤلاء الرعاع والغوغاء لو حكموا عقولهم وفكروا في قبح وشناعة الفوضى والتخريب وفكروا بعقول متجردة من الهوى بعواقب الأمور لما ارتكبوا هذه الجرائم".




"يا حاقدون، يا مبغضون، يا شرذمة، يا مطموسو الفطرة، لن تنالوا مبتغاكم في بلادنا، ولن تزعزعوا أمنها واستقرارها، فبلادنا لا ترضى بالفوضى، وشعبها يده بيد قيادته".. بتلك العبارات ألجم مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أفواه دعاة ومثيري "فتنة العوامية"، مؤكدا أنهم خضعوا لأسيادهم الطغاة لزعزعة أمن واستقرار البلاد ونشر الفوضى في بلاد الحرمين الشريفين، وأنهم نكبوا الإسلام بأفعالهم ومقاصدهم لكون منطلقهم "سيئ".

ووصف آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، مثيري الفتن والفوضى في محافظة العوامية بـ"الحاقدين والمبغضين" لاستقرار البلاد وتعاون شعبها مع قيادتها، قائلا "إن نعم الله التي أنعم بها على هذه البلاد من استقرار ولحمة، ولّدت أناسا حاقدين على الأمة ومبغضين لها ومحبين السوء لها والفساد والفوضى بها وفي المجتمعات الإسلامية، فهم يتظاهرون بالإسلام وخدمة قضايا الإسلام ويتظاهرون بما يتظاهرون به، ولكنك إذا نظرت إلى أعمالهم وتصرفاتهم وإلى دسائسهم الخبيثة وما أحدثوه من شرخ في قلب الأمة الإسلامية وما أحدثوه من فوضى في العالم الإسلامي علمت أن دعواهم الإسلام دعوى كاذبة وأن أفعالهم تخالف أقوالهم".

ووصف محبي نشر الفوضى في بلاد الحرمين والساعين لذلك بأنهم "مطموسو الفطرة وضعيفو إيمان"، وأنهم أعداء الله ورسوله، مشيرا إلى أنهم السبب الرئيسي والحقيقي لما أصاب الإسلام قائلا "هم الذين أصيب الإسلام بأسبابهم ونكب المسلمون بأسبابهم، فما فوضى في الإسلام قديما وحديثا إلا على أيديهم وتصرفاتهم، لأنهم ينطلقون من منطلق سيئ وهو العداء لهذا الدين فهم لا يؤمنون بكتاب الله ولا يصدقون سنة رسول الله، ولا يحبون أصحاب رسول الله ولا يوالون أهل الإسلام، بل قلوبهم ومودتهم مع أعداء الإسلام قديما وحديثا".


شرذمة تنشر الفوضى

وشدد آل الشيخ على أن هذا البلد الآمن المستقر لن يزعزعه من وصفهم بـ"شرذمة" خضعوا لأسيادهم الظالمين الطاغين الذين يريدون نشر الفوضى والفساد في بلاد الإسلام، قائلا "هذا البلد الآمن المطمئن لا يصلح للفوضى ولا يرضى بها ولا يقرها، لأن دين الإسلام يرفضها ويأباها، لأنه يحترم الدماء والأموال والأعراض، فدين الإسلام يقضي على المفسدين ويقطع دابر المحاربين والمفسدين، وبلدنا منّ الله عليه بخدمة الحرمين الشريفين وتأمين الحجيج وتسهيل مهمتهم وتذليل الصعاب دونهم، بلد منّ الله عليه بهذا الارتباط الوثيق والتعاون التام بين القيادة والرعية لا يمكن أن يكدر صفوها شراذم دبرتها ونظمتها قوى خارجية باطلة، معلوم عداؤها للإسلام، وبغضها، وكم أرادوا من شر، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".





مؤامرات فاشلة

وبيّن أن مؤامراتهم لزعزعة استقرار البلاد باءت بالفشل لكون نواياهم سيئة ومقاصدهم خبيثة لزعزعة استقرار هذه البلاد الآمنة المستقرة، أفرادها معترفون وموقنون بنعمة الله عليهم، يؤلمهم ما يسمعون عما يجري حولنا من فتن ومصائب يوقد شرها ويذكى نارها، فتلك الفئة الحاقدة متسترة بالإسلام وخدمة قضاياه ولكنهم في باطن الأمر أعداء للأمة وأعداء لدينها فلا يمكن لمسلم أن يقع في قلبه حب لهؤلاء أو اعتقاد أن هؤلاء دعاة إصلاح وإسلام، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

وقال آل الشيخ موجها رسالته للشعب السعودي "فلنكن جميعا يدا واحدة وقوة واحدة وصفا ملتحما أمام من يريد النيل من أمننا واستقرارنا، فنحن لا نرضى بهذا ولا يرضى أي مسلم بتلك الشراذم أن تندس بين صفوفنا أو تثير بلبلة في بلادنا، فنحن على العهد السابق ومع القيادة في كل خير وعون لها في كل ما تقوم به من ردع الشر والفساد".


أمن الوطن من الثوابت

إلى ذلك، اعتبر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن من يستجيب لدوافع التبعية لدولة خارجية لإحداث الشغب والفوضى، ينزع الولاء في الوطنية الأمر الذي يعد جريمة.

وأوضح آل الشيخ على هامش الندوة الأولى للمواقع الدعوية السعودية أول من أمس، أن موقف المملكة واضح من كل مثير للفتنة منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى أن حصلت حادثة جهيمان ثم بعض التفجيرات التي كانت من بعض طوائف السنة، معتبرا ما حصل في العوامية إثارة فتنة، يجب أن يتم التعامل معها بمنطق الوطنية والإخلاص للوطن. وتابع: أي مُريد للمساس بالوطن لا يجامل لأن الأمن في الوطن وإئتلاف القلوب والكلمة أصل ثابت، لا يمكن أن يقبل من أحد المساس به.

وأضاف آل الشيخ أن الذي يوصل إلى المقصد الشرعي في إصلاح الناس وإلى ما يريده الله من مقاصد شرعية ومصالح عليا هو ما يحقق الاجتماع وعدم الافتراق، داعيا إلى الارتقاء بالتفكير ووسائله الدعوية إلى رؤية الصالح العام وكيفية تحقيق الدعوة إلى الله ونبذ الشرك والخرافات.


التغرير بالشباب

وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن من أعظم النعم نعمة العقل الذي يميز به الإنسان بين الحق والباطل وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، مشيرا إلى أن العقل غريزة ونور وقوة أودعه الله بدن الإنسان يدرك به الصلاح من الفساد، ويدرك به المعلومات الصحيحة النافعة والمعلومات الخاطئة ويفرق به بين الذوات ويناط به التكليف الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.

وأضاف الحذيفي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة أمس أن أعداء الحق جعلوا بين عقول الناس وبين الكتاب والسنة سدودا وموانع، لئلا يهتدي الناس بالكتاب والسنة، ومهما صدوا عن سبيل الله، فالله غالب على أمره، ومهما أقاموا من الموانع عن الحق وزينوا من الباطل فحجة الله قائمة.

وقال "إن مما يتصل بما نحن فيه من الانتفاع بالعقل وتحكيمه بتجرد في الأمور ما وقع من فتنة في قرية من قرى شرق المملكة، نفذها شباب مغرر بهم استخدموا دراجات نارية وقنابل، وقاموا بإثارة شغب وفوضى روعت المواطنين الذين في تلك القرية". واستنكر الحذيفي هذا العمل قائلا "إننا نعلم بأن هؤلاء الرعاع والغوغاء لو حكموا عقولهم وفكروا في القبح وشناعة الفوضى والتخريب وفكروا بعقول متجردة من الهوى بعواقب الأمور لما ارتكبوا هذه الجرائم".

من جانبه، أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الشريعة كفلت للمرأة مكانتها الاجتماعية المؤثرة والفاعلة، مضيفا أنه في عصر الماديات وانصراف الناس عن الدين الحق تغلغلت في الأمة آفة الانفصام بين العمل والقول، وقد كان ذلك سببا في تقهقر أمتنا، وعجزها عن إبلاغ رسالتها في العالمين. وتطرق السديس خلال خطبة الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، إلى ما يجري في بعض البلدان العربية من قمع لشعوبها قائلا: "إن العالم ليحدوه الأَمل في هذه الديار المباركة في استئناف تنفيذ مبادرة قيادة هذه البلاد الكريمة الحكيمة لحقن دماء المسلمين ونزع فتيل القمع والتقتيل للأبرياء المضطهدين، والعزل المقهورين لما لَها من الثقل السياسي والتقدير الدولي العالمي.


الإفساد في الارض

وفي ذات السياق اعتبر عدد من أئمة وخطباء جوامع مكة المكرمة في سياق خطبة الجمعة أمس الوطن كالسفينة، وأن أمنه خط أحمر يمنع تجاوزه، مؤكدين أن أحداث العوامية بالعوامية نوع من أنواع الحرابة والخروج عن الصف، وشق عصا الطاعة.

وأكدوا أن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها يعد من أعظم الإفساد وأقبحه، وأشده إيغالا في الشر. وكان إمام وخطيب جامع عبدالرحمن فقيه بمكة المكرمة، أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن نافع المورعي أشار في سياق خطبته أمس إلى أن الأحداث المؤسفة بالعوامية أدت إلى ترويع الآمنين، وأن ما صاحبها من إطلاق النيران بالأسلحة تجاه رجال الأمن والمواطنين أمر لا يقره شرع، ولا يرتضيه عقل، مؤكدا أن نصوص الإسلام الشرعية وآدابه ومقاصده جاءت بتحريم إزهاق الأرواح، وتدمير الممتلكات، والاعتداء على الأموال والحقوق، والسعي في الأرض بالفساد.

وشدد الشيخ الدكتور المورعي على أن ما يحدث بالعوامية نوع من أنواع الحرابة، والخيانة والغدر ونقض البيعة لولي الأمر، وأن ما حدث هو جريمة في حق الوطن والمواطنين الأبرياء واعتداء على الأمن والخروج على ولي الأمر بحمل السلاح، مؤكدا أن هذا أمر لا يقبل بأي حال من الأحوال.

فيما بين إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بمخطط رقم 2 بحي الشرائع الشيخ عبدالله القرني أن أمن وأمان الوطن مطلب لتنعم الحياة بالاستقرار ورغد العيش، وطمأنينة من يعيش على ثرى هذا الوطن المعطاء، واصفا من يقوم بغير ذلك بخوارج هذا الزمان.