الجميع يحتاج لزيارة الطبيب النفسي عندما يختل توازنه، بسبب الضغوط النفسية الناتجة عن الظروف الخارجية الصعبة، زيارته للاستنارة وإعادة النظر. ولا تدخل الأدوية إلا عند الاختلال الهرموني، وهذا الأمر طبيعي جدًا، بل ومتحضر.

يمكن تفادي الانتكاسة النفسية والتي قد تتحول إلى عضوية بعدة زيارات لطبيب متخصص ومتفهم لشخصيات الأفراد، ومساعدتهم على تخطي هذه المراحل -وهي وقتية-، المراجعة غير معيبة أبدًا، وزيارتك للطبيب النفسي مثلها مثل أي طبيب آخر، لديك خلل ما وتحتاج مساعدة طبية فقط.

الذي يحدث هنا مرعب ومخيف، في أول زيارة لك يصرف لك الطبيب على الأقل مضاد اكتئاب لأنك كنت حزينًا، لم يتأكد إذا كان هذا الحزن عرضيًا، أو بسبب حادثة معينة!

أدوية الاكتئاب لا تؤخذ إلا بعد التأكد أولًا من استمرار الحالة، وهناك فرق بين الحزن والاكتئاب أيضًا، والكثير يعتقد أنه اكتئاب، ناهيك عن أدوية الفصام التي تصرف لكل شخص يروي أي قصة بشكل نوعًا ما مختلف، أي أنه أخفى في المرة الأولى بعض التفاصيل حياءً أو خوفًا، فإذا شعر بالثقة في الجلسات الأخرى، رواها بتفاصيل أكثر، فيأتي الطبيب الذي حفظ كثيرا ولم يقرر أن يفهم، ويصرف له أدوية الفصام والذهان!

الكثير من هذه الأدوية تسويقية، بل من الجرأة أحيانا يطلب الطبيب من المريض تغيير الدواء بعذر أنه متوفر أكثر من الحالي والذي سينقطع قريبًا، هذه طريقة تسويقية لأنه سيحصل على تعويض بتسويق هذا الدواء من الشركة الفلانية.

ماذا عن الأسعار؟ حدث ولا حرج، المتوسط لسعر الجلسات هو 400 ريال، والمريض يحتاج أسبوعيا جلسة على الأقل، بمعنى خلال شهر يجب دفع 1.600 ريال، التي وإن كان فعلا يملكها، لصرفها في الترفيه، لمعالجة حزنه واكتئابه وليس لمقابلة طبيب لا يراه إلا عميلا قابلا للدفع أكثر!، ولم تدخل في ذلك أسعار الأدوية التي تتراوح ما بين من 120 إلى 500، وهنا أتكلم عن الأكثر مبيعا، ستجد أدوية بآلاف الريالات التي يبدو لي أنها صنعت من ماء الذهب.

أما العلاج السلوكي والذي لا يعتمد على الأدوية، بل على الجلسات، فهو تخصص غير مهم بالنسبة لأطبائنا هنا.

التجّار لا يتحدثون إلا بالمال، ومع تزايد الطلب على هذا التخصص من قبل المراجعين الأوعى فكريا من أطبائهم للأسف. البعض منهم أخذ دورات لعدة شهور وأصبح يقول إنه متخصص فيه.

لا أجزم أن الجميع سيئ، لكن بعض الأطباء عند تطبيق هذا العلاج السلوكي يتحدثون أكثر من المراجع نفسه، يستمع له في أول عشر دقائق، ثم يبدأ بالحديث عن الخطة العلاجية حتى تنتهي الجلسة!، والتي لا يمكن تحديدها أصلًا قبل دراسة حالة المراجع لمدة أكثر، وإذا وافق المراجع على هذه الخطة، يتفاجئ أن الخطة سيطبقها «متدرب» يحاول تطبيق متطلبات تخرجه، وبعض المتدربين يكونون في ربكة مواجهة الحالات نفسها.

فتخيل عزيزي أنك تحتاج مساعدة وتجد أن المعني أمامك هو أيضا يحتاج لمساعدة.

تجّار الطب النفسي ما زالوا خلف الستار، نطلب من المعنيين رفع ستارهم.