رداً على مقال منصور الضبعان «ربة منزل مع مرتبة الشرف» المنشور بالعدد الأسبوعي لجريدة «الوطن» بتاريخ 1 أبريل 2022.

بدأ مقاله بـ«لست ضد عمل المرأة» وهو ما يعد تبريرا لكل ما هو قادم، التبرير سلاح العاجز ودليل على ضعف موقف ممارسه، وقيل أيضا الصادق لا يحلف والواثق لا يبرر ........ الخ.

لا أعرف العم نابليون، لكن أعرف السيدة خديجة- رضي الله عنها- أم المؤمنين وسيدة نساء بني آدم «قدر السيدة الخديجة أعلى وأجل من العم نابليون خاصتك»، والتي أعتبرها قدوة ومن أكثر النساء تأثيراً من وجهة نظري لأنها سبقت نساء هذا العصر رغم أن حياتها كانت قبل أكثر من 1400 سنة، وفي الجاهلية، ولم تكن في عهد سلمان ومحمد ولكن تفوقت.

تخيل! كانت لها تجارة وكانت تستأجر الرجال ليسافروا بتجارتها «يعني BOSS رضي الله عنها»، وقد عمل خير الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- عندها، فهل رجال الزمن الحالي أعلى وأجل قدرا من خير الخلق! ولا أحد يختلف على أنها من أفاضل القوم وأشرفهم، سواء قبل أو بعد نزول الإسلام>

ما كان الله- جل جلاله- اختارها لتكون أول من يسلم من النساء، إن لم تكن من أول الخلق أجمع، وتحمل شرف الزواج من خاتم الأنبياء، عليه الصلاة والسلام.

عندما تكون للمرأة رغبة بالعمل، فمن المؤكد أنها أخذت بالأسباب من دراسة واجتهاد ومثابرة وسعي، وينتهي بها المطاف كربة منزل ويتملكها الحزن، أتفهم شعورها تماما لأنها جهودها وقدراتها العقلية ومهاراتها قد أهدرت.

«المرأة العاملة تشارك زوجها في سعيه نحو الحياة الكريمة» (مضحك)، المرأة العاملة لها سعيها الخاص، فهي إنسان قبل أن تكون امرأة، بعقل وروح وجسد مستقل تماما عن زوجها، لها كيانها الخاص، هذه مشكلة الرجل الشرقي العربي بشكل خاص وكل رجال العالم بشكل عام (الغرب مو طالعين منها بس العرب بزيادة حبتين)، يعتقد أنه محورالكون، وأن تسخر جميع ظروف الحياة لتوافق ما يريده وما يصبو إليه، ويجب أن يكون نضال المرأة وسعيها للرجل منه وإليه لا غير، وإن فعلت عكس ذلك وجعلت نضالها لذاتها، وفعلت ما تحب أصبحت متمردة بلا مروءة، تابعة لفكر غربي منحل، هي فقط تناضل لأجل حقوقها كإنسان لا أكثر.

دقيقة سؤال يطرح نفسه «مع احترامي لك أستاذي الفاضل منصور الضبعان، من أنت؟ وما المنصب الذي تشغله؟ لتحدد دور المرأة في الحياة وترسم لها حدودا تعتقد أنه لا يجب أن تتخطاها»؟!

«فالحزن الفطري المزروع في أرواح النساء»، أولا الله خالق النساء، جل جلاله، وخالق الخلائق جمعاء، ولست أنت من يقرر ما المزروع في أرواح النساء، لم يذكر جل جلاله في كتابه أن الحزن موزع في النساء، أو أن الحزن للنساء فقط على وجه الخصوص، الحزن يقع على بني آدم، ذكرا كان أو أنثى، قال تعالى: «وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم»، وقال تعالى: «يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر»، وغيرها كثير من الآيات.

وقول رسوله، صلى الله عليه وسلم، «إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».

أما ما ذكر عن حزن المرأة قوله تعالى: «فنادها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا»، وأيضا «فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن»، نعم حزن المرأة أشد وأعمق، ولكن من قال لك إننا حزينات؟ وأيضا يبدو أنك خلطت بين الرحمة والطبية عند النساء، وربطت ذلك بالحزن والضعف!.

ولماذا تتكلم عن أنفس النساء، فأنت رجل لم تجرب يوما أن تكون امرأة لتعلم ماهية شعورها.

«ليس على نحو من التميلح أو المواساة حين نقول، إن ربة المنزل شرف رفيع وشهادة عليا»، بل هو كذلك استراتجية " أنتِ ملكة" نفسها، شفلك غيرها!.

مممم .. كيف نمنعها ونسلبها حقوقها ،وفي الوقت نفسه تكون راضية ومقتنعة، الحمدالله عمري ما كنت مقتنعة بهرجة " أنت ملكة"، على غرار «أنتِ ملكة» ولكن في قضية تختلف عن العمل، نعم القيادة، أين مجوهراتي؟ أين خدمي؟ أين سائقي الخاص؟ أنا مجرد مواطنة مكافحة من الطبقة المتوسط ابنة مدرس متقاعد وربة منزل، فالملكة لا تهان من قبل إخوانها في حال طلبها توصيلة أو جعلها تدفع مقابل وجبة إضافية أو دفع ثمن الوقود، أو يقال لها «مردك عندي بتطلبيني زي الكلبة أعزكم الله»، عزتي بقيادتي.

أنا لست ضد المنصب الرفيع هذا، فأنا ابنة ربة منزل ولا أمانع أن أكون يوما ربة منزل، ولكن بشرط أن تكون قادرا على تأمين حياة ربات المنازل، وتقدم لهن ضمانا «لا أعلم مبلغ مالي، سكن، حماية» في حال تغير الأحوال من استقرار إلى «عنف أسري، ذل، مهانة، حرمان، إيذاء نفسي، جسدي، عاطفي، طلاق، وفاة زوج»، فربات المنازل عند تعرضهن لمثل هذه المواقف لا يقال إلا «لا فات الفوت ما ينفع الصوت» خصوصاً ربات المنازل اللاتي لا يمتلكن من يستندن عليه.

ليس لك حق طرح موضوع قد رأينا ويلاته بهذا التغافل الكبير لجانبه المظلم.

اطرح هذا الموضوع وقم بدعواك كما تحب، ولكن أين الحيادية؟ أين توعية المرأة المقبلة على هذا النوع من الحياة؟

هل تعلم عدد البيوت التي عمرت على حساب تنارلات ربات المنازل وقهرهن وحزنهن، حيث ليس لها مفر إلا البقاء في ذلك الجحيم، على عكس المرأة العاملة تستطيع الوقوف بنفسها، ولا ترضخ للظلم، حيث لديها دخلها الخاص الذي يمكنها من النهوض بحياتها معتمدة على الله ثم على نفسها.

دعواك هذه ليست إلا شكلا آخر للسلطة والهيمنة والتحكم والتقييد والعبودية والتبعية والقمع.