حتى قبل أن يحل علينا شهر رمضان الفضيل، بادرت قيادة المملكة العربية السعودية، كما هو معروف عنها، إلى إعلان هدنة طيلة شهر رمضان الفضيل. مبادرة رمضان الكريمة هذه تأتي تجسيدا، حقيقيا وعمليا، لنهج المملكة القويم، وانسجاما مع تعاليم ديننا الحنيف، ورسالتنا الإسلامية السمحاء، وأخلاقنا وقيمنا العربية الكريمة.

ومن ثمار هذه المبادرة الكريمة طرح الأمم المتحدة هدنة شهرين، تم الترحيب بها.

حقيقة.. لم يفاجئ أحد بهذا العرض الكريم على الإطلاق، لكون هذا هو نهج المملكة عبر تاريخها كله، فدائما تتبنى سبيل الحوار، لحل أي خلافات تحصل بين الدول الأجنبية، فما بالك حين تحصل بين الدول العربية نفسها، وبين مكونات البلد الواحد، وفي هذا أوضح دليل على حرص قيادة المملكة الشديد على حقن دماء الشعوب، وحفظ كرامتها، وسيادة الدول واستقلالها، وتطبيق شريعة الله على الأرض، والجنوح إلى الصلح، وبسط الأمن والسلام في ربوع العالم كله.

يبقى على الحوثيين استغلال هذه الخطوة النبيلة في إنهاء هذا العدوان السافر على اليمن، واحترام سيادته واستقلاله وإرادة شعبه، واختيار السبيل الذي يحقق نهضته ورقيه وتقدمه.

لقد لمس المواطن العربي في هذه المبادرة المشاعر الأخوية الإسلامية الإنسانية النبيلة، وشعر بفرحة عارمة، واستبشر خيرا بها، ويتمنى على الحوثيين أن يرحبوا بها ومكان انعقادها، فهم يطلقون على أنفسهم «أنصار الله»، وإذا كانوا كذلك، فعليهم أن يرحبوا بانعقادها في بلد يضم بيت الله، ومرقد رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم جميعا، وبلد القيادة التي أطلقت هذه المبادرة الكريمة.

لقد قدمت المملكة العربية السعودية كل ما يمكن تقديمه من مبادرات سلمية، لوضع نهاية مشرفة لهذا الصراع المسلح، وليس هدنة لشهر أو شهرين فقط، لكن الطرف الآخر رفضها بشكل قاطع، والواجب الشرعي والأخلاقي يقضي أن تبادر الدول الفاعل إلى إرغام الطرف الذي يرفض هذا العرض الكريم في هذا الشهر الفضيل على القبول به، وإنهاء الصراع بشكل كامل، لتنعم الشعوب بالأمن والسلام والرخاء.