حدائقنا ومتنزهاتنا هي الأماكن المعدة للراحة والاستجمام، وللحصول على الهواء النقي البارد، خاصة في أيام الصيف، نظرا لكون أرضها خضرة وأشجارها كثيفة، ناهيك عن جمال تنسيقها وتجميل ممراتها. وتتفاوت تلك الحدائق والمتنزهات من حيث المساحات والتقسيمات، فمنها الكبير ومنها الصغير، ومن ضمن تلك الحدائق حديقة الثمامة، التي تقع بجوار جامع حي الريان في حي الريان، وهي ذات مساحة صغيرة قد لا تتجاوز أطوالها الـ50 مترا، غير أن تقسيماتها، سواء في الجزء الأخضر أو بالممرات داخلها، وتلك الإنارة الزرقاء، بالإضافة إلى تلك الكراسي الحجرية، وقطع حجرية جمالية، كل هذ منح الحديقة شيئا من الجمال والرونق، مما كان سببا في كثرة مرتاديها من ساكني الحي، بل أيضا من خارجه.

ومن المعلوم أنه إذا لم تكن هناك عناية بالحديقة والحفاظ على موجوداتها ومقدراتها، بالإضافة إلى عدم العناية بنظافتها من قِبل مرتاديها، فسيتهاوى جمالها شيئا فشيئا، حتى تصبح وكأنها لا شىء، بمعنى تصغر في أعين مرتاديها، وتصبح مأوى للقطط، وأضيف القول إن الصيف قادم، وسيكثر مرتادوها.

ولكن الخوف أن تكون المتنزهات والحدائق مكانا للعب بعض الشباب بالكرة، مما يؤذي مرتاديها، بل ستكون مكانا لشي اللحوم، مما سيعكر الجو، بل سيسممه بثاني أكسيد الكربون، فيفسد الهواء حول المرتادين.

فيا حبذا لو وضع بتلك لوحات إرشادية، تمنع هاتين الحالتين، خاصة في الحدائق الصغيرة مثل حديقة الثمام، بل تفرض غرامة على من ينتهك حرمتها.

والذي أعلمه أن الحدائق والمتنزهات تلقى عناية خاصة من قِبل أمانة منطقة الرياض، لدرجة أن هناك رقما خاصا لدى الأمانة (940)، لتلقي الشكاوى أو الاقتراحات باسم «طوارئ الأمانة»، يقوم عليه موظفون مختصون، ليتابعوا الشكاوى والاقتراحات، وتوجيهها للجهات المختصة بالاطلاع والتنفيذ، غير أن الذي يبدو ليّ، وحسب ما مر عليّ، أن الجهات المسئولة عن الصيانة غير جادة، بدليل أنه في شهر رجب، وما لحقه من شعبان، اتصلت بذلك الرقم، وأشعرتهم بعطل جزء من أنوار الحديقة، وفي اليوم التالي وصلني اتصال من الجهات المختصة بأنه تم إصلاح العطل، ولكنه لم يتم، فاتصلت بعدها بيومين للشكوى نفسها، وبعدها أُبلغت بتمام الإصلاح، ولكنه لم يتم، وفي المرة الثالثة تم الإصلاح، ولكنه لم يدم، لأنه لم يستمر سوى ليلة واحدة، والمهم أنه تم الاتصال منيّ أكثر من ست مرات، وحتى الأحد 24 شعبان لم يتم إصلاح الخلل.

المفروض أن يكون هناك متابع ميداني، للتأكد من إصلاح الخلل، أي خلل، لأني أعرف أن الأمير فيصل بن عبدالعزيز العياف، أمين منطقة الرياض، حفظه الله، رجل مجد، وحريص على جمال حدائقنا ومتنزهاتنا التي هي جزء من جمال عاصمتنا الحبيبة (الرياض)، ولا يقبل التهاون في مثل هذه الأمور، وبالله التوفيق.