أكياس رز وطحين وزيت وسكر، يتم إرسالها إلى المحتاجين على اعتبار أنها صدقات لهم تعينهم على حالهم وتفرج همهم.

صدقات مستمرة من دون انقطاع حتى أصبح الفقراء بدناء لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، تغزوهم الأمراض كالسكري وارتفاع ضعط الدم وهشاشة العظام، وما يتبعها من أعراض جانبية وأمراض تتابعية لها. وذلك ناتج عن طبيعة الأطعمة المقدمة لهم والتي لا خيار آخر لهم فيها.

طبعا هذه الأمراض ناتجة على اعتبار أن هذه الأطعمة بجودة عالية، لكن الغالبية من هذه الصدقات تقدم من أقل أنواع الأكل جودة، ولنقل إنها بهدف طيب وهو استغلال المال لا طعام أكبر عدد بقيمة تكلفة أقل، لكن للأسف جودة الأكل من المصانع ذات الدرجة الأقل، يسبب أيضا مشكلات صحية على المدى القريب.

يجب أن يتغير منهج المساعدة للمحتاجين في العقل الجمعي، فتخيل معي لو كانت هذه الصدقات قائمة على التعليم المعرفي أو المهني، تعلم الأفراد علما ينتفعون به، أو مهنة يتاجرون بإنتاجها، المحتاجون ما هم إلا أفراد، ظروف ما لا تسمح لهم بشق طريقهم، فالأولى في الصدقة هو تهيئة هذه الظروف أو إعطائهم ما يحتاجون للوقوف على أقدامهم.

منهج الصدقة الحالي مضر صحيا بالفقراء، ويعتبر أجرا مقطوعا أو منتهيا، ولن يغير من حال المحتاج أو يساعده، فقط يجعله يستمر في العيش ليوم مؤلم آخر وهو عاجز.

نتمنى من الجمعيات الخيرية أن تحذو حذو قسم الشؤون الاجتماعية في وزارة الموارد البشرية باتباع منهجها في تحمل تكاليف دراسة المحتاج إن وجدت، وأن تتعاون معهم في تحمل تكاليف المصاريف الشخصية لاستكمال مراحل الدراسة أو التدريب المهني لهم، كي تصبح صدقة مستمرة غير منقطعة لمقدمها، وتتحق الفائدة من الصدقة بأنها ساعدت محتاجا وقتلت عجزه.

لا تعطي المحتاج الطعام، علمه ودربه، ليستطيع إطعام نفسه ومن حوله.