حصرت مهندسات سعوديات نحو 5 تحديات تواجههن في القطاع الهندسي، مشيرات إلى أن المهندسة السعودية أثبتت قدراتها وكفاءتها العاليتين في القطاع الهندسي، موضحات أن مهندسات سعوديات نجحن في تبوء مناصب قيادية، وأثبتن كفاءتهن في بعض الأعمال التي تبدو بعيدة عن تصور اضطلاع المرأة بالعمل فيها مثل «منصات البترول» بما فيها تلك البحرية، وقيادة منصات حفر آبار تبلغ كلفتها مليارات الدولارات، وبتن بحاجة لأن تمنح لهن الفرص في منصات الحفر في السعودية، مشددات على أن ذلك سيظهر إبداعهن، ويمنحهن فرصة المشاركة في المشاريع السعودية العملاقة، موظفات ومتدربات وحديثات تخرج.

وطالبت مهندسات بإدخال بعض التخصصات الهندسية إلى الجامعات السعودية مثل تخصص الهندسة المدنية بما يوفر على الطالبات عناء الابتعاث لدراسة هذا التخصص في الخارج، وكذلك تخصص هندسة النانو وغيرها من التخصصات المهمة.

تشير البيانات الإحصائية، إلى أن نسبة المهندسات السعوديات المسجلات في الهيئة السعودية للمهندسين لا تتجاوز الـ3 % من إجمالي المسجلين والمسجلات في الهيئة.

وكذلك فإن نسبة السعوديات مالكات المكاتب الهندسية على مستوى المملكة، لا تتجاوز 3 % من إجمالي الملاك، وسط تأكيد على إستراتيجية تمكين المرأة السعودية، وفتح تخصصات هندسية كثيرة أمامها، ومراجعة اللوائح والتشريعات، التي تدعم عملها في جميع مواقع العمل.

وتؤكد إحصائيات عالمية أن دخول السعوديات والعربيات عموما في مجال الهندسة يتزايد باضطراد، ولكن بنسبة متفاوتة، فحتى قبيل 5 سنوات مضت كانت نسبة خريجات كليات الهندسة الكويتيات تصل إلى 49 % من مجموع خريجي الهندسة، وتصل نسبتهن في البحرين إلى 32%، فيما زادت النسبة في الإمارات بين عامي 2012 و2015 من 2.9 % إلى 24.9 %، وفي السعودية بدأ اهتمام النساء بالهندسة يزداد بشكل ملحوظ منذ مطلع القرن الحالي، فخلال العقد الأول من هذا القرن ارتفعت نسبة المتخرجات في أقسام الهندسة في السعودية من 1 % عام 2000 إلى 10 % عام 2011.

نسبة هزيلة

أشارت المهندسة الشيماء الشايب- هندسة مدنية، وإدارة مشاريع هندسية، ومؤسسة منصة (مهندسات سعوديات على تويتر)- إلى أن شغفها الواسع منذ الصغر في دراسة تصاميم الجسور والأنفاق، وتصريف مياه الأمطار، دفعها لدراسة الهندسة المدنية، بالابتعاث الخارجي، وتزامن ذلك مع تمكين المرأة السعودية في كافة مجالات النهضة الشاملة.

وقالت، «تجاوز الجميع مرحلة التمكين، ودخلنا مرحلة التميز والكفاءة، وباتت المملكة، متميزة في استحداث مزيد من التخصصات الهندسية الدقيقة للمرأة في الجامعات السعودية، ومن بينها: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض، علاوة على حضور المهندسة الفاعل في المؤتمرات والملتقيات الهندسية، وهذا حفز المكاتب الهندسية (الأهلية) على استضافة المهندسات لأغراض تبادل وكسب الخبرات».

تجاوز مرحلة التمكين

بينت المهندسة شيماء الشايب أن منصة «مهندسات سعوديات» على «تويتر»، تهدف إلى تنمية الوعي وزيادة حضور المرأة في المجالات الهندسية المختلفة، ومن بينها إطلاق مبادرة لتوعية خريجات الثانوية العامة «علمي»، ومبادرة لزيارة مدارس البنات للمرحلتين المتوسطة والثانوية للتعريف بالتخصصات الهندسية، وزيارة المهندسات السعوديات في مواقعهن الوظيفية كجزء للتشجيع في دخول التخصص، ونقل تجاربهن الجامعية والوظيفية للطالبات بقصد توجيه الطالبات إلى الهندسة، داعية إلى تضمين المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية «الرياضيات، والفيزياء» للحث على التخصصات الهندسية، والربط بينها.

توعية بالتخصصات

أضافت المهندسة شيماء أن «رجال الأعمال يبدون تفهما وتجاوبا كبيرين مع انخراط المهندسة في العمل الهندسي، وفي تقبل عملها إلى جانب زميلها المهندس، وتأمين المستلزمات والاحتياجات الخاصة بالمرأة في الخدمات، ومن بينها غرف الاستراحة، والمصليات، ودورات المياه، والمساواة في التعامل بين الجنسين داخل المنشأة من النواحي الإنسانية، والمرونة في الاستئذان والحضور والانصراف».

ولفتت إلى أن هناك حاجة حاليا إلى توفير بعض الاحتياجات في مواقع العمل الخاصة بالمباني وفحص المباني والبنية التحتية، وقالت، «هناك نقص واضح بين الإناث في تخصصي الهندسة الصناعية والهندسة المدنية، وهناك حاجة ماسة لإستراتيجية طويلة المدى للتوسع في التخصصات الهندسية، بمشاركة عدة وزارات وهيئات ذات اختصاص».

وطالبت باستحداث تخصص الهندسة المدنية في الجامعات السعودية، وذلك لتقليل هجرة الطالبات في الدراسة، وكذلك تخصص هندسة النانو، وفتح التعليم الهندسي «المشترك»، أسوة بالطب، وأكاديميات في الهندسة ومدربات في الهندسة في المعاهد، انسجاما مع رؤية المملكة 2030، مبينة أنها أول سعودية تحصل على رخصة فاحصة بناء، وهو بمثابة التشجيع لدخول المرأة في ذلك، وأن الأنظمة داعمة لتمكين النساء في التخصصات الهندسية المختلفة.

هندسة النانو

بينت المهندسة لطيفة الحسيني، وهي مهندسة حفر آبار النفط، وأول سعودية تعمل في منصات الحفر، أن الحافز الأكبر لدخولها في تخصص هندسة آبار النفط، هو طموحها، مع محدودية المهندسات اللاتي يعملن في هذا التخصص، مشيرة إلى أنها واجهت مصاعب كثيرة في الدراسة والعمل الخارجي، إلى جانب غياب التسهيلات، ونظرة الاستغراب من عمل المرأة في هذه المهنة الشاقة، وفي بيئة قاسية.

وأشارت إلى أنها وزميلاتها الحاليات، يعملن على تهيئة القطاع الهندسي للأجيال النسائية المقبلة، وقالت، «لا نريد للراغبات في دخول قطاع الهندسة مستقبلا أن يواجهن العقبات التي واجهتها أنا وزميلاتي».

وأكملت، «نريد أن يكون للمرأة حضورها في مجال حقول النفط والمصانع وفي المعامل، لا سيما وأن المرأة كسبت الثقة، وتستطيع مشاطرة الرجل العمل والمنصب»، لافتة إلى أن «العائلة والمحيط العائلي يعدان الداعمين الأهم للمرأة في القطاع الهندسي، ويتطلب العمل في آبار النفط التركيز والمجهود الكبيرين، والخطأ فيه فادح».

وأوضحت أن «هناك نقصا شديدا في مهندسات البترول في السعودية، ولا بد من وجود تسهيلات لتشجيع النساء المهندسات على العمل في الميدان، ومراعاتهن في ساعات العمل».

تشرح المهندسة مرام مختار- مهندسة تصميم داخلي وتصميم معماري- أنها اتبعت شفغها في اختيار التخصص، موضحة، أنها لقناعتها أن التصميم الهندسي والمعماري، سبب في جلب السعادة للآخرين، وأنه يسهم في تعزيز جودة الحياة، وأنه وسيلة للتغيير والتأثير على البشر، أرادت دراسة هذا التخصص وممارسة العمل فيها.

وبينت أنها استفادت كثيرا من التقنية في مكتبها الهندسي على صعيد تحقيق التواصل مع المهندسات والموظفات، وتولدت لديها ساعات عمل مرنة، ركزت فيها على الإنتاجية، إذ كان جزء كبير من ساعات العمل «عن بعد»، وساعدت الأمهات في الجمع بين الإنتاجية والقرب من أسرتها وبيتها، وأن سياسة العمل في مكتبها لا تعتمد على الحضور والانصراف.

ولفتت إلى أنها لم تجد أي معاناة من الموظفة التي لديها أطفال، أسوة ببعض أرباب العمل، الذين قد يتضايقون من توظيف المرأة التي لديها أطفال، موضحة أن هناك ساعات عمل محددة، وهناك ساعات عمل إضافية لتلبية احتياجات العملاء، وهذه المرونة وفرت فرص عمل ملائمة للموظفات.

أشارت المهندسة مرام مختار إلى أن المهندسات السعوديات، متطورات ومتقدمات في العمل الهندسي التقني، ويمتلكن مهارات عالية في التصاميم الإلكترونية، بيد أن لديهن نقطة ضعف، وهي (خبرة السوق)، وقالت «تحتاج المهندسة إلى خبرة التعامل مع النجار والحداد والمقاول والفني، وهنا قد تجد صعوبة في الذهاب والتنقل بين الورش بمفردها، على عكس الرجال الذين لديهم الحرية في الدخول إلى هذه المواقع والورش دون قيود».

يرى المهندس خالد الملحم- تخصص هندسة تكييف وتبريد- أن هناك عزوفا من النساء عن التخصص في الهندسة الميكانيكية، رغم كثرة فرص العمل فيه، وقال، «وفرة فرص العمل يجب أن تكون فرصة سانحة للسعوديات الدخول في مجال الهندسة الميكانيكية، وتحديدا التكييف والتبريد، فهناك جانب مكتبي واسع في التخصص، وقد يجمع بينه وبين تخصص التصاميم».

من جانبها، دعت المهندسة فاطمة الصقعبي- هندسة معمارية وتخطيط عمراني- إلى توجه الفتيات السعوديات إلى تخصص التطوير العقاري لحاجة السوق إليه، وأن المهندسة المعمارية هي الأكثر إبداعا فيه.

أبرز التخصصات الهندسية حسب توقعات ما تقدمه للمجتمع مستقبلا

رسم الخرائط

الهندسة المدنية

هندسة الميكانيكا

الهندسة البيئية

هندسة الطب الحيوي

علم البيانات والتعلم الآلي

هندسة الأتمتة والروبوتات

هندسة البترول

الهندسة المدنية

الهندسة الكهربائية

هندسة الطاقة البديلة

هندسة التعدين

تخصصات مطلوبة لسوق العمل

التخصصات الهندسية الأعلى أجرا

هندسة البترول

(خبرة 15 عاما، 160 ألف دولار سنويا)

الهندسة الكيميائية

(15 سنة ـ 115 ألف دولار)

الهندسة النووية

(خبرة 15 سنة ـ 116 ألف دولار)

هندسة الطيران

(15 سنة ـ 62 ألف دولار)