الرصد التاريخي الاجتماعي ومقاطع الفيديو والصور والمقابلات مع كبار السن (التاريخ المحكي) عن مدينة أبها وتاريخها والمواقع الأثرية والعادات والفنون وسوقها الشعبي والتعليم والحرف والشخصيات التي

لعبت أدوارا مميزة خلال قرن مضى لقيت متابعة وإعجابا من المتلقين بمختلف الأعمار والمستويات.

وأسهم في تقديم تلك الروائع أوفياء كرام من أبنائها دون مقابل إيمانا منهم بعطاء وجمال وحضارة "شاعرة المدائن والقرى"، وما حظيت به من اهتمام وتطوير من حكومتنا الرشيدة جعلها تتربع اليوم على أولويات الوجهات السياحية في الداخل والخارج.

وتعيش المدينة نقلة تنموية نوعية ليس لها مثيل بما يتوائم مع الرؤية المباركة والتحول الاستراتيجي للمنطقة.

وتتوزع تلك الكنوز من المعلومات والصور بين مجموعة من أبناء المدينة (أمناء ذاكرتها) كاجتهاد شخصي نابع عن حبهم وفخرهم بمدينتهم وبذلوا خلال سنوات مضت جهودا كبيرة ومشكورة للحصول عليها من مصادر مختلفة وعملوا على المحافظة عليها من الضياع.

وهذا ما يدعوني إلى إطلاق فكرة إقامة معرض دائم لمدينة أبها يحفظ لأبها تاريخها ومراحل تطورها من خلال جمع ما لديهم من الصور النادرة والمعلومات عن المواقع التاريخية والجغرافية والأثرية والمناسبات بمقابل مالي مجزي.

ولا ننسى أهمية مشاركة الإدارات الحكومية وفي مقدمتها الإمارة والتعليم والبلدية والزراعة والطرق والرياضة والاتصالات والإعلام والمالية والغرفة التجارية، فمن المؤكد أن أرشيف كل إدارة فيه معلومات

قيمة ومهمة.

وللحقيقة فإن ذاكرة المدينة مليئة بكل ما يسر الخاطر ولن تكون هناك صعوبات في تنفيذ مشروع حضاري كهذا.

وأرى أن يتم جمعها وترتيبها ومن ثم عرضها في مبنى خاص يُطلق عليه "المعرض الدائم لذاكرة مدينة أبها"، ومن الجميل ومن الوفاء ومن الفخر أيضا تخصيص مساحة مناسبة داخل المعرض تحكي همة وعزم التحول الاستراتيجي في منطقة عسير والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها حاليا بما تمثله من نقلة نوعية لمراحل البناء في هذا العهد الزاهر.

وحتى نضمن بحول الله وقوته نجاح هذا المشروع الثقافي السياحي التنموي، أرى أن يسهم القطاع الخاص بتمويل المشروع ويتولى الإعداد والإشراف والتنفيذ للمعرض إحدى الشركات المتخصصة في بناء وتنظيم المعارض بأساليب إبداعية مبتكرة بما يلائم وقتنا الحاضر ويجلب المتعة والفائدة لكل زائر.

وأعتقد أنه بعد الانتهاء من تنفيذه سيقدم بحول الله إجابات سريعة ومفيدة على أسئلة كل من يزور هذه المدينة الفاتنة الأنيقة التي قيل عنها الكثير والكثير.

ومن الطبيعي أن تصاحب المعرض أنشطة ثقافية وفنية تشكيلية وشعبية وتراثية تقرب الصورة الجميلة أكثر عن مدينة الضباب أبها.

إن المعارض الحديثة عن تاريخ المدن تحتل أهمية كبرى في المجال السياحي حيث يقبل الزوار عليها كنقطة جذب في بداية إنطلاقهم وتنوع اختياراتهم وفق رغباتهم المتعددة.