في الأسبوع ما قبل رمضان، زار وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، جمهورية إندونيسيا، تلبية لدعوة من وزير الشئون الإسلامية بإندونيسيا، ياقوت خليل قوماس، الذي كان على رأس مستقبليه لدى وصوله إلى مطار سوكارنو في جاكرتا، بالإضافة إلى جمع من العلماء والدعاة. وقد تخللت أيام الزيارة عدة محاور، تمثلت في الاستقبالات والمقابلات والزيارات وإلقاء كلمات، جاءت على النحو التالي: استقبال نائب رئيس الجمهورية، الحاج معروف أمين. واستعرض الجانبان العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيزها، ولا سيما فيما يتصل بخدمة العمل الإسلامي. والتقى الوزير «آل الشيخ» مجموعة من الطلاب الإندونيسيين المتخرجين من جامعات المملكة، ويصل عددهم إلى 400. وقد أثنوا على المملكة، مقدرين جهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، وكرمها بمنحهم الدراسة في جامعاتها.

وخاطب الوزير «آل الشيخ» خريجي الجامعات السعودية في جمهورية إندونيسيا، قائلا: لقد شرفكم الله بأخذ العلم والمعرفة من ‏بلادكم المملكة العربية السعودية. هذه البلاد المباركة حاضنة البقاع المقدسة التي تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى، وتحمل لواء الدعوة إلى الإسلام الصحيح، ‏وتنشر القرآن الكريم في ربوع الدنيا، وتتابع أحوال المسلمين.

إن الله سبحانه وتعالى ارتضى لنا أن نكون أمة وسطا، ندعو لتحقيق الأمن والاستقرار في الأوطان،‏ وننشر الإسلام وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى من خلال الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ووفق المنهج الصحيح، منهج السلف الصالح. كما التقى فضيلته مدير نائب رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية، الشيخ عبدالواحد علوي، واستعرضا ما يخص الاهتمام المشترك في المجال الإسلامي.

وقد عبر «علوي» عن استنكاره ما تقوم به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، واستهدافها الحرمين الشريفين. كما أجرى الوزير عدة زيارات، منها زيارة جامع الاستقلال بجاكرتا، واستمع إلى لمحة تاريخية عن الجامع. وبعد صلاة الجمعة ألقى فضيلته كلمة، نقل خلالها تحيات خادم الحرمين، الملك سلمان، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، مشيدا بهما لخدمتهما الحرمين الشريفين، وخدمة الإسلام والمسلمين، ثم شرف حفل ختام مسابقة الأمير سلطان -رحمه الله- لتحفيظ القرآن، ومن ثم أعلن إمام المسجد (نصر الدين) إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، على قاعة في المسجد تتسع لألف شخص.

وخلال تلك الزيارة، قدم «آل الشيخ» هدية لرجل مسن، وذلك بتمكينه من الحج على حساب حكومتنا -أعزها الله- مما أشاع الفرح لدى الحاضرين، بل قدم مصحفا فاخرا من إصدارات مجمع الملك فهد -رحمه الله- لرئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية بإندونيسيا، ثم مُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة «نور هداية الله» الإسلامية، وعاد لوطنه بعد أن أمضى أياما في إندونيسيا.

ختاما.. فقد تجلى من تلك الزيارة حرص صاحب الفضيلة الدكتور عبداللطيف على توثيق الروابط بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالدعوة الإسلامية، ولا شك أنه حرص في كل محادثاته ولقاءاته وكلماته على ترسيخ الهوية الإسلامية بين أشقائنا الإندونيسيين، وإيضاح وسطية الدين الإسلامي وسماحته، وأنه دين الرحمة لا غلو فيه ولا تفريط، بل اعتبر ما قام به، وما سيقوم به من جولات لدى الدول الإسلامية والمشيخات الإسلامية أو دعوته واستقباله عددا من وزراء الشئون الإسلامية ورؤساء المشيخات هو من صميم واجبه، ووفاء بعهده الذي قطعه على نفسه وقت تسلمه حقيبة الوزارة. ليس هذا فقط، بل إن دافعه الديني والوطني يحتم عليه العمل على تحقيق كل ما فيه نفع للإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، ولا سيما أنه رجل علم نشأ في بيت علم وفي بيئة علمية، فهنيئا له على الوفاء، وعلى تلك الجهود الخيرة.. أكثر الله من أمثاله، ونفع به الإسلام والمسلمين، وبالله التوفيق.