يقال إن عين العاصفة هو المكان الهادئ الساكن نسبيا في وسط العاصفة، والذي تحيط به الرياح الشديدة والأعاصير، وهذا يذكرنا بالأعاصير والكوارث السياسية والاقتصادية التي ضربت وتحيط بالعالم، وهناك بقعة هادئة مستقرة -بإذن الله- في وسط هذا كله وهي هذا البلد الأمين، وهذا السكون والاستقرار وراءه جهد عظيم ورجل كبير.

قبل سنوات كتبت عن زعيمنا الملك سلمان (أبي فهد)، وذكرت أن الملك سلمان رجل ذو خبرة ومدرسة في معرفة الرجال ومعادنهم، ولم يختر الأمير محمد لأنه ولده المفضل، فهذا حكم دولة وليس فيه مجال للمجاملات، لكن لأنه رأى في الأمير محمد رجلا قادرا وصفات وإمكانات فريدة، ويستحق قيادة المملكة شيخنا أبو فهد -حفظه الله- مرجعا تاريخيا وخبرة في معرفة دروس الحكم وأخبار الحكام وسيرهم وتاريخهم، وهو الذي يعرف الأسرة الحاكمة وأفرادها أفضل المعرفة وكان مسؤولا عن شؤون الأسرة، فاختياره للأمير محمد دقيق وبناء خبرة وتمحيص والآن مع الظروف الدولية والأزمات ظهر للجميع القاصي والداني في الداخل والخارج حكمة وحسن اختيار الملك سلمان الأمير محمد كولي عهد.

مرت على المملكة والعالم ظروف استثنائية بكل المقاييس من كورونا إلى الحروب والنزاعات إلى الاقتصاد العالمي، ورأينا كيف دول كان يطلق عليها متقدمة تخبطت في هذه المشاكل والظروف وبقيت المملكة صامدة كجبل طويق.

سأتكلم ببعض الأرقام العالمية لأن لغة الأرقام الدولية ليس فيها مجاملات: النمو الاقتصادي: البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي إلى %7 في 2022، وهو يعد أعلى نمو في مجموعة العشرين الكبرى التي تتحكم في الاقتصاد العالمي.

التعامل مع كورونا، تصدرت المملكة مع الإمارات قائمة أفضل الدول في التعايش مع كورونا في التصنيف الدوري الذي تضعه وكالة «بلومبيرج» (Bloomberg) لرصد جهود الدول في مكافحة الجائحة.

ثقة الشعب بالحكومة، تصدرت قائمة من 28 دولة حول العالم وفق نتائج مؤشر إيدلمان للثقة 2021 إلى 82 في المائة.

المستقبل، بناء على تقرير (الدول التي تسير بالاتجاه الصحيح) بواسطة أبسوس، فان السعودية في المرتبة الثانية عالميا في رأي المشاركين بالمسح الاستقصائي أنه تتجه في المسار الصحيح.

صندوق الثروة السيادي، صندوق الاستثمارات العامة قفز للمرتبة الخامسة عالميا بحجم 620 مليار دولار! للتذكير كان حجم الصندوق قبل سنوات قليلة 183 مليار فقط!

تقليل الاعتماد عن النفط، القطاع غير النفطي السعودي يحقق أعلى مستوى خلال 7 سنوات.

كل هذه الأرقام والإنجازات وغيرها كثير، كانت نتيجة فكر وعمل دؤوب من لدن الأمير محمد بن سلمان.

الناس تؤمن بالملموس عادة، وطبعا البعيدين قبل القريبين والأعداء قبل الأصدقاء شهدوا بالتغيير الهائل التي شهدته السعودية خلال سنوات قليلة، نحن الذين نعيش في الخارج فإننا نشعر بكل زيارة بالتغيير الهائل في الوطن.

هذه الإنجازات كانت في خضم صعوبات وعراقيل كبيرة وضعت أمام الرؤية، لكن أبو سلمان بإصرار وعزم لا يلين وبصبر وحكمة رغم جميع حملات الهجوم فإنه وصل لأهدافه وأثبت للجميع أن الرؤية واقع ملموس وأهداف تم تحقيقها على أرض الواقع.

يذكرنا الأمير محمد بالمقولة الشهيرة (يتم وضع الأشياء الصعبة في طريقنا، ليس لإيقافنا، ولكن لاستدعاء شجاعتنا وقوتنا) أن معدن الأمير محمد هو من معدن الرجال العظماء، كما يقول اف دبليو روبرتسون «أعظم الرجال هم أولئك الذين قطعوا طريقهم للنجاح من خلال الصعوبات».

لكن للمواطنين السعوديين ربما المقولة الأقرب في وصف الأمير محمد لأنه يشركهم في حلمه وواقعه وقدرته على التأثير عليهم بإيجابية فهو كهالة إيجابية تثبت العزم والتقدم في الدولة، وأيضا مثال وقدوة، فعلى سبيل المثال محاربته للفساد بقوة كانت ملهمة جداً للمواطنين في وقت ظن البعض أن الفساد جزء من المجتمع، فهي (عظمة الرجل لا تكمن في مقدار الثروة التي يكتسبها، ولكن في نزاهته وقدرته على التأثير على من حوله بشكل إيجابي)، كل يوم يمر يرسخ الأمير محمد مقولة أن أحلامه وأحلام السعوديين وتطلعاتهم هي عنان السماء.