هناك أقلام تعبّر عن مشاعرها، وأقلام تبدي رأيها، وأقلام تدافع عن نفسها، وأقلام تحاول تدمير غيرها، وأقلام تلمّع ولي نعمتها، وأقلام تدلّس حقيقة قائلها، وأقلام أصبحت الكتابة على عاتقها، وأقلام تطلب ود مالها، ما بين قلمٍ وقلم تتغير تصنيفاتنا، الضعيف منها والقوي، فضعيفها يتوارى في أوراق المكتبات زينة، والقوي قد يجمّل فكرة أو يضيف حجة.

لكن هل رأيت قلماً يغير اقتصاداً؟ قلماً يعيد قواعد لعبة السياسة؟ ويكمل نثر حبره بتغيير الثقافة؟ تخيّل معي.. بتوقيع واحد من هذا القلم قد يتغيّر مسار وينطوي تيار ويعاد النظر في سياسات الجار!، نعم هو قلم سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان.

قبل قدومه؛ كنّا نحتاج لقاضٍ يحمينا من سلطة الخطاب الديني المتطرف، والذي جعل آباءنا مكتئبين وشبابنا إرهابيين وأطفالنا مغتربين، نحتاج لمنصف من ظلم الخيارات الفردية المحدودة، والشعور كأن الوطن سجن لا خيار فيه إلا الأكل، نحتاج لأخ يتفهم احتياجات الشباب ويسهل لهم السبل لتحقيق أحلامهم، يفرض احترامهم على الشركات العالمية والمنظمات الدولية، نحتاج لشجاع ينهي معاناة ويصنع العزة والكرامة والفرح بقلمه الشجاع، في الوقت الذي تخاذل فيه الجميع خوفاً من المقاومة، ومهابةً من الهجوم، وتكاسلاً عن العمل المضاعف لحل كل هذه المشكلات المرعبة، كنّا مجتمعا نتجه نحو الهاوية، حتى أتى هذا البطل بشجاعته في تحمل المسؤولية وإحقاق الحق أياً كانت تبعاته.

بيننا بطل شاب قرر مواجهة التخلف الاجتماعي المسيطر لعقود بتوقيع واحد، بطل يحاول تغيير ثقافة اقتصادية واجتماعية في ظل المقاومة العالية أيضاً بتوقيع واحد، بطل يواجه الأعداء الحاقدين دون أدنى تردد أو تراجع، بطل يصنع تاريخا بملامح وسمات جديدة ومختلفة كلياً عن سابقيه، وفي ذكرى بيعة سمو ولي العهد أميرنا الشاب نهنئ أنفسنا أولاً وأخيراً على رؤيته وقيادته الحكيمة، ممتنين لكل هذه التغييرات، ولأن طموحنا عنان السماء، ننتظر تغييرات أكثر وأكثر.

أخيراً

جميع الأقلام تعبّر، ولكن قلم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. يغّير.