كشفت جلسة حواريّة ضمن جلسات «مجلس تعاليل» الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، خلال رمضان، أن احتساء القهوة يتصدر عالميًا، حيث تبين في إحصاءات حديثة أنه في الثانية الواحدة يتم تناول 50 ألف كوب من القهوة، بينما يبلغ عدد الأكواب التي يتم احتساؤها يوميًا 2 مليار كوب من القهوة في شتى أنحاء العالم.

اكتشاف القهوة

أفصح الباحث والمؤلف صاحب كتاب «سفر القهوة»، عبدالكريم الشطي، أنه لا يمكننا مقارنة ثقافة القهوة بثقافات أخرى، فلكل حضارة طابع مُغاير عن الآخر، بيد أن الحضارة العربية اعتزت بالقهوة التي يصل عمرها نحو 700 عام، إذ توغل في خفايا وأسرار اكتشاف القهوة التي تتسيّد وتنتقل من جغرافيا إلى أخرى.

تاريخ وحقائق

سرد الشطي في الجلسة التي شارك بها المزارع والمستثمر في البُن الخولاني فيصل الريثي، وحاورهما المستشار الثقافي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) طارق خواجي، تاريخ القهوة والحقائق التي دارت حولها، إلى جانب علاقتها مع الإنسان والمجتمعات، حيث تسببت في حدوث انقسامات بين الحضارات كحضارة البدو والحضر، فكان لكل منهما طقوس ذات دلائل أن القهوة وأدواتها ارتبطت بعلاقات الدول وتركت تأثيرًا عميقًا حول تأملاتها والاعتناء بها.

سدة العالم

قدم الشطي التاريخ الذي امتد بين جذور القهوة في العالم العربي وما لها من تأثيرات اتسمت بالجدل وانعكست على الأدب والشعر وثراء الكتاب، كما كان لها حضور بارز في المنتديات الثقافية والمجالس الاجتماعية، مبينًا سرّ انتشارها عربيًا وعالميًا إلى أن أصبحت رمزًا للكرم والضيافة، كما أنها تعبّر عن القيم وفضاء الأحاديث، وهذا ما يبدو جليًا في كتابه «سفر القهوة»، الذي جرى توقيعه على هامش الجلسة الحوارية، إذ يعد الكتاب أول عمل روائي عربي يسرد تاريخ ورحلة القهوة لأكثر من 500 عام، مرورًا ببدايات إنتاجها وصولًا إلى سدة العالم.

عوامل بيئية

أبان المزارع والمستثمر في البُن الخولاني فيصل الريثي، أن هُناك عوامل مؤثرة في البيئة التي يتم فيها زراعة البُن، موضحًا أنه يشترط أن تكون بأعالي الجبال ومرتفعة عن سطح البحر من 800 إلى 2200 متر، على أنه يصل ارتفاع الشجرة الواحدة أحيانًا 10 أمتار، ومما يمكن الإشارة إليه أنه توجد أشجار معمّرة من البُن تصل إلى أكثر من 300 سنة في منطقة جازان، علمًا بأن الدراسات تشير إلى أن الأشجار المعمّرة من البُن لا تزيد عن 70 عامًا، مردفًا أبرز السمات للبُن الخولاني الذي تشتهر مرتفعات جازان بإنتاجه، والذي يعد أفضل أنواع البُن عالميًا، كالجودة العالية وتصدير الفائض منه عالميًا، إضافةً إلى قدرته في دعم الموارد المحليّة في إنتاج القهوة.