تجتمع العائلة ليلة العيد مع بعضها البعض عند أكبرهم سنًا وسط مشاعر الفرح والبهجة في عادة تراثية متوارثة في نجران، حيث يكون اجتماعهم على الأكل الشعبي، وعادة ما يكون على الرقش النجراني والكبسة وعند اكتمال حضورهم يوضعون أيدهم على إناء الأكل ويقولون: «حوم اللهم إن هذا عيد الـ(فلان) أكثر عديدهم زايدين لا ناقصين».

صلة الرحم

يقول عبدالله آل عباس من العادات القديمة والجميلة في منطقة نجران التي تدل على ترابط الأسر وصلة الرحم فيما بينهم أنهم يجتمعون جميعًا الذكور والإناث الكبار والصغار من أسرة واحدة في ليلة العيد سواءً الأضحى أو عيد الفطر عند كبير الأسرة سواءً الجد أو الأب أو الأخ الأكبر، وكل بيت من بيوت أفراد الأسرة يحضرون معهم عشاءهم في تلك الليلة من الموجود لديهم، فقديمًا قبل أن يعرف الناس الأرز كانت وجباتهم تلك مكونة من الذرة واللحم والمرق أو البر والمرق أو خبز الشعير.

اجتماع العائلة

ويضيف آل عباس عندما عرف الناس الأرز وتحسنت ظروفهم كانت بعض وجباتهم مكونة من اللحم والأرز، فيجمعون تلك الوجبات في زاوية من زوايا المنزل الصغير المتواضع وعند اكتمال حضورهم على الأكل يوضع بين أيديهم وجبات الطعام بالقرب من كبير العائلة، ويبدأ كبير العائلة وهم يرددون بعده بقول «حوم اللهم إن هذا عيد آل فلان الله يكثر عديدهم زايدين ما هم بناقصين»، يقصد بها تحوم عليهم وتعمهم البهجة والسعادة بالعيد السعيد كل عام، وبعد ذلك ينصرفون، حيث تتوجه كل أسرة إلى منزلهم ثم يجتمعون بعد صلاة الفجر في نفس المكان بما تيسر معهم من قهوة وطعام استعدادًا لاستقبال العيد.

ليلة العيد

ويضيف دلامة آل حيدر جميع أفراد الأسرة الكبار والصغار يجتمعون في منزل كبير الأسرة بحضور الوالد والوالدة أو الوالدة إذا كان الوالد غير موجود أو يجتمعون عند كبير الاخوان، بحيث يتحلقون حول مائدة رئيسية في وجبة العشاء، وعادة ما تكون الوجبة مدهن رقش يجتمعون عليه، وكلهم يمدون يدهم، وإذا العدد كبير يكونون على وجبتين في سفرة واحدة، بعد وضع يدهم على إناء الوجبة ويحومون يقولون حوم «اللهم إن هذا عيدنا يالله تكثر عديدنا وتقل فقيدنا»، ومازالت هذه العادة موجودة ومستمرة.