لا يختلف اثنان على أهمية التخطيط وصناعة النجاح سواءً على المستوى الشخصي أو على المستوى العملي أو المؤسساتي، لكن التخطيط لليوم الواحد وصناعة النجاح خلال هذا اليوم قد يعوقه الكثير من المشكلات التي تنجم عن ضعف التخطيط على مستوى اليوم الواحد أو ما يمكن أن نسميه صناعة اليوم.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن صناعة الحياة عمومًا تنطلق من صناعة اليوم، وتتحدد مستويات النجاح العام بناء على تراكمات النجاحات خلال الأيام، لذا فإن النظر إلى صناعة اليوم بهامشية وعدم تحديد أهدافه بدقة ستؤثر على الأيام التي تليه وهكذا إلى أن نصل إلى ضعف تحقيق الأهداف على المستويات الأكثر عمومية.

يمكن افتتاح اليوم بجملة من الإجراءات التي تجعل بدايته متفائلة، وتضفي عليه جوا من السعادة التي تساعدنا على الانطلاق بفعالية خلال اليوم، ومن هذه الإجراءات الاستيقاظ المبكر، وأداء فرض الصلاة، وتحية طيبة لمن نحب، وكوب من القهوة التي تضفي نكهة مميزة لصباحات المتفاءلين، لتصنع بداية رائعة لليوم.

إلا أن الأهم من هذه الإجراءات البسيطة هو النظر بشيء من التنظيم لصناعة يوم ناجح، وذلك عبر تحديد الأهداف التي نريد أن ننجزها خلال اليوم، وإدارة الوقت لكل فعالية، وهنا لا بد من الإشارة إلى تجنب الهدر في الوقت الذي يُقضى في الأحاديث الجانبية مع الزملاء، أو المشتتات التي تتضمن الإكثار من الدخول لوسائل التواصل الاجتماعي خلال العمل، والتي تشكل أكبر عائق أمام صناعة يوم مميز.

وللوصول إلى كفاءة عالية في إدارة الوقت لصناعة اليوم يمكن الاستعانة بطريقة مهمة جدًا في ضبط الوقت وهي قوائم التدقيق، التي تتضمن وضع كل فعالية من فعاليات اليوم في قائمة وتحديد الوقت الذي سيتم تنفيذها فيه، وترتيبها حسب الأولوية، ويمكن تنفيذها بسهولة في برامج الأجهزة المحمولة المتوفرة لدى الجميع.

كما أنه يغيب على الكثير منا عند التخطيط لصناعة يوم مميز التخطيط للفترة المسائية، فعند العودة للمنزل وأخذ قسط من الراحة، يُلاحظ أن قضاء بقية اليوم لا تكون فيه خطة واضحة مثل الفترة الصباحة، وقد تتشابه المساءات يوميًا، والسبب يعود ببساطة أننا نخطط فقط للفترة الصباحية، والمساء يكون كيفما اتفق، وهذه تُعد من مسممات صناعة اليوم المميز، لذا لا بد أن تتضمن قائمة التدقيق المقترحة فعاليات اليوم سواء في الفترة الصباحية أو المسائية.

ولصناعة يوم مميز لا بد من الموازنة بين المهام الروتينية، والمهام التي تضمن التطوير الذاتي خلال اليوم من خلال القراءة وحضور الفعاليات العامة والمناسبات الخاصة، والترفيه، وإعطاء الوقت اللازم للأسرة والأبناء، بالحديث معهم ومشاركة الوجبات، وغيرها من الفعاليات اليومية التي تضمن صناعة يوم مميز.

إننا إذا ركزنا بشكل فاعل على جودة كل فعالية من فعاليات اليوم، وكانت هذه الفعاليات متوازنة، وتمت وفق الزمن المتوقع، وتجنبنا الهدر في الوقت، فإننا سنضمن بإذن الله تراكمات يومية مميزة ستكون ذات أثر بالغ في صناعة النجاح، وتحقيق السعادة والرضا عن الذات، بسبب تحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية.