من جمال العلاقات العامة أن تصنع الأثر للشخص أو للمكان وحتى للمدن؛ فكلام الناس المتداول على أمر ما بشكل سلبي تغيره العلاقات العامة بمختصيها وخبرائها، بوضع خطة عمل متكاملة لعرض الحقيقة، والبدء في تنفيذها مباشرة.

العلاقات العامة فن ليس كالظهور في الإعلام سلاح ذو حدين، بل هو سلاح ذو حد واحد فقط، ناجح دائمًا إذا «جرى» استخدامه بالطريقة الصحيحة، ومن هنا ننطلق للحديث عن الفن والفنان وأهمية العلاقات العامة لهما.. ترتفع ذائقة المجتمع باختيارهم للفنون التي تمثلهم موسيقى مسرح سينما، وغيرها وعند الحديث مع العالم علينا أن نتكلم بلغتهم الفن بالفن، والفيلم بالفيلم، والمشهد بالمشهد، واللقطة باللقطة، لطالما كانت هذه اللغة المفضلة للحديث أمام العالم.

وقد شاهدنا صدى الدقيقتين التي ظهر فيها الممثلان السعوديان خالد الفراج ووحيد صالح عند تقليدهما للمشهد الأمريكي، وكيف تناقله الإعلام هنالك، وعلق عليه بشكل إيجابي، عن مهارة السعوديين في ذلك.

ولذلك فإن تصديرنا لشبابنا وأفكارنا ومواهبنا عن طريق الفن «يُعدّ» من أسرع الطرق وصولاً للعالمية، خاصة أننا حصلنا على جوائز عربية وعالمية في الفترة القصيرة الماضية، سواء كانت بشكل فردي أو جماعي، وهذه بداية البداية لتحقيق أحلام صُناع الفنون.

وفي السياق ذاته انطلق مؤخرًا إبراهيم الحجاج، والثلاثي في مسلسل سكة سفر، كما انطلق غيرهم من نجوم الصف الثاني، إن صح التعبير، في شق طريق النجاح من خلال كثافة مشاركاتهم واحتكاكهم بنجوم الصف الأول، مما انعكس على الشاشة بعد مشاهدة أغلب أعمالنا السعودية التي كان أبطالها سعوديون يجسدون واقعنا الاجتماعي، يتكلمون بلساننا، ويتحدثون عن آلامنا وآمالنا دون تدخل عربي. انعكاسًا لهذه الأعمال باتت الساحة الفنية مُرضية جودة وأداءً، وأصبحت مرصعة بالنجوم السعوديين الذين نفخر بهم على الشاشة، وذلك لا يُنسينا أننا بحاجة للمزيد من المدارس والمبادرات لاكتشاف مواهب أكثر، فالساحة خلال السنوات المقبلة تحتاج، خاصة أنها ساحة لا تتقيد بعُمر مُعين مثل الرياضة وغيرها.

على الفنان أن يكون ذكيًا، خاصة من يشارك في الأعمال الموسمية مثل رمضان، وألا يختفي عن الساحة طوال العام، وإن لم يجد نصًا يناسبه للمشاركة، فالندوات والمهرجانات موجودة في مختلف المدن بالمملكة، وهنا يأتي فريق عمل العلاقات العامة له بإيجاد الدور المناسب والمكان والعمل الذي يليق به.

وننوّه إلى أن حال المواهب في السعودية مثله مثل الدول الباقية، علينا أن نكون صبورين في الخطوات الأولى، فهناك الكثير منهم لم يُكتشف بعد، وهناك من أتته الفرصة بسبب صدفة أو صداقة، وعلى المسؤولين في هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة بذل المزيد من الجهد لفتح منصات لاستقطاب المزيد من المواهب في مختلف المجالات الفنية لإثراء المشهد الثقافي في المملكة.

وأخيرًا الفن صناعة تستحق الاهتمام منذ عُمر مبكر والسعودية دائمًا ولادة.. ونحن في الانتظار