أطلق الإعلان عن هيئة تطوير الأحساء والذي صدر بأمر ملكي سام، العنان للطموحات والآمال لتحويل المحافظة إلى أنموذج على مختلف الصعد، حيث سارع مهتمون ومتخصصون في قطاعات تنموية لطرح جملة من الأفكار ووضعها رهن إشارة الهيئة بما يمكنها من ترجمة هدف إنشائها إلى واقع يستثمر الإمكانات والمزايا النسبية التي تتمتع بها الأحساء، ومن بينها عمقها التاريخي والتراثي، وإطلالتها على الخليج، وسواحلها الطويلة، إضافة إلى كونها منفذا لثلاث دول خليجية.

العبء كبير

أشار رئيس جمعية علوم العمران في الأحساء المهندس عبدالله الشايب، إلى أن الهيئة يمكنها الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية، التي سيكون لها أثرها وانعكاسها الملحوظين على جودة الحياة، وقال «تشكل جغرافية الأحساء، وتنوع إمكاناتها، نقطة جذب لأنظار المستثمرين في المجالات المختلفة».

وأضاف «ثمة متطلبات رئيسة لا بد أن تعمل عليها الهيئة على المديين الطويل والعاجل، ومنها: تطوير مطار الهفوف كمحطة دولية، والارتقاء بمجتمعات الأحساء الحضرية كالشعبة والقارة والجبيل والطرف والجشة إلى مدن لتستفيد من مقومات المدن، والارتقاء بسكة الحديد، وإلغاء النظر في نقلها (مع ايجاد حلول للتقاطعات)، وإيصال الخدمة إلى وسط الهفوف والعمران، والوصول لشواطئ العقير، وخط يصل إلى الجرن وصوامع الغلال، وتطوير البنية التحتية وأنسنة المدن لتعزيز جودة الحياة، ومنها: تعزيز النقل البيني بين المدن أو داخل المدينة نفسها، وطمأنة المستثمرين لجلب الاستثمارات، وذلك بإعادة هيكلة القوانين وتيسيرها، واستثمار إنسان الأحساء صاحب الوعي المبكر بتعدديته وتميزه بالتسامح وجديته في العمل والإبداع».

مدن صناعية

بيّن رئيس اللجنة التنسيقية للمهندسين في الأحساء، المهندس عبدالله المقهوي أن «الهيئة ستعزز وضع الأحساء على خارطة الطاقة والصناعة والسياحة والآثار وسلاسل الإمداد، وستستفيد من مقومات ضخمة مثل حقول النفط والغاز ومعامل إنتاج الطاقة الكهربائية العملاقة، وميناء العقير، ما يؤهلها لأن تكون مركزا وطنيا وإقليميا للصناعة والتجارة والسياحة والاستشفاء وغيرها، ناهيك عن حاجتها إلى إنشاء مدن صناعية».

دمج وتمكين

شدد المدير التنفيذي لجمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء عبداللطيف الجعفري، على ضرورة أن تكون قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أولويات إستراتيجية الهيئة، عبر شمولها في بيئات التعليم والتدريب والتوظيف، ومشروعات تطوير البيئة العمرانية العامة والخاصة والترفيهية.

بدورها، أكدت مشرفة نادي فكر الثقافي في الأحساء فاطمة العلي، على أن أعمال وبرامج الهيئة ستلاقي أرضا خصبة، وستجد تقبل الأحسائيين للتطور والتغيير بشكل سريع ومرن، مع التركيز على الكفاءات، موضحة أن «الأحساء زاخرة بعمق التاريخ وغنية بمواقعها الأثرية والتاريخية والتراثية، وهي مواقع جديرة بالاستثمار سياحيا وثقافيا، إضافة للإرث الثقافي الكبير، ويجب تفعيل المساحات التاريخية، وتحويلها إلى واجهات للبرامج الثقافية المختلفة»، متوقعة أن تكون الأحساء خلال العامين المقبلين نقطة جذب لكل المهتمين بالثقافة والفنون الإبداعية.

مواقع التراث

ركز عضو المجلس البلدي سابقاً علي السلطان، على أن لدى الهيئة مساحة متنوعة للإبداع انطلاقا من التنوع الإحسائي، مبينا أن تأخر تنمية بعض مناطق الأحساء، خاصة مدن وقرى الواحة، يمكن تعويضه بما يضع المحافظة بموقعها المستحق محلياً وعالمياً، وقال: أرى أن نبدأ بالشوارع المحلية قبل الطرق الرئيسة لأنها تحتاج كثيرا من التطوير، وننتهي بمطار ذي تصميم عالمي، وما بين الشوارع والمطار تصطف المباني التاريخية والمواقع الأثرية، داعياً إلى استمرار استثمار مواقع التراث العالمية في الواحة، مع توسع الأنشطة التجارية فيها بما ينوع الاستثمار ويضمن الاستدامة.

المزايا التنافسية

قال نائب رئيس غرفة الأحساء محمد العفالق إن «الهيئة ستركز على استثمار مقومات الأحساء التاريخية وتبرز أهميتها، وهي فرصة للتخطيط والعمل الجاد للاستثمار وتعظيم الاستفادة من المزايا التنافسية للواحة، وما حققته هيئات التطوير المماثلة من نجاح سينعكس إيجابا على المحافظة ويرتقي بمستوى ساكنيها».

من جانبه، أبدى المهندس المقداد الشايب، تطلعه إلى أن تحظى المشاريع المتعثرة باهتمام الهيئة، موضحاً أن «العمارة الأحسائية المتفردة أمام فرصة للبروز، وهذا سيخدم المهندس والهندسة عامة، إذ إن الكثافة السكانية والموقع الجغرافي يحتمان تطوير الابتكارات الهندسية بمعايير عالمية تلائم البيئة المحلية».

وأضاف «لا بد أن تحظى أنسنة المدن وجودة الحياة باهتمام خاص»، مشددا على أن الهيئة ستخلق فرصاً وظيفية تخدم إنسان المنطقة وتعزز بقاءه فيها بالقرب من عائلته، ومن هنا نتوقع أن الطلب سيزيد في القطاع العقاري.

مقومات بديعة

أوضح رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، أن «تأسيس الهيئة ترجم الحرص على تطوير المحافظة الممتدة بهجرها ومراكزها لتأخذ مكانها في منظومة التحديث بمقوماتها السياحية والثقافية والأدبية والتراثية».

بدوره، دعا رئيس لجنة التنمية الزراعية في غرفة الأحساء المهندس صادق الرمضان، الهيئة للعمل كأداة رئيسة وإستراتيجية، على تأسيس مسيرة إنمائية تعنى بالقطاع الزراعي، لا سيما مع وفرة المياه «المجددة» ذات الجودة العالية في المحافظة، وأن تعمل الهيئة على زيادة الطاقة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، لخدمة الإستراتيجيات المتعددة المستهدفة للأمن الغذائي».

تحديات تنموية

ركز المهندس أحمد المطر على أن تشكيل الهيئة سينسق جهود قطاعات الدولة لتحقيق تنمية حضرية مستدامة تستفيد من المقومات وتتعامل مع التحديات بكفاءة.

بدوره، أوضح نائب رئيس جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية الدكتور سعد الناجم، أن الهيئة تشكل إضافة نوعية تعزز الثراء الوطني في المملكة باختلاف مناطقها.

من جانبه، دعا رئيس جمعية الآثار والتراث سعود القصيبي، الهيئة، إلى زيادة التنقيب الأثري بما يعزز البعد التاريخي للواحة. أما رئيس المجلس البلدي بالأحساء سابقا، الدكتور أحمد البوعلي، فرأى أن الهيئة ستزيد من سرعة العمل التنموي، وتحقق نتائج كبيرة.