لا تحدق في الآخرين في الأماكن العامة تحت أي ظرف، ولا تسد النصائح حول الحجاب وتصفيف الشعر والملابس، حتى لو كان دافعك خيرا. لا تبشر السواح بدينك بل احترم ثقافاتهم ومعتقداتهم، لا تضحك بصوت عال في مكان عام ولا تشغل مقطعا صوتيا دون سماعات الأذن.

لا تتجاوز الصف، ولا ترمي النفايات في الطريق، وإذا استخدمت وسائل النقل العام فلا تقترب من الجالس بجوارك حد ملامسته، ولا تبتعد في نفور أو تحفظ حد إحراجه، ولا تتطفل على حديث الركاب إن كنت سائقا. وإذا ارتدت المتاحف أو المعارض الفنية فلا تلمس القطع المعروضة، واخفض صوتك عندما تتحدث. أما في المطاعم المفتوحة فاحرص على ألا تملأ أطباقك، وألا تصدر صوتا عند استخدام أدوات المائدة.

لدينا فاقد في السلوك الاجتماعي الإيجابي، هذه حقيقة مؤسفة نصطدم بها أحيانا في الحياة العامة، وقد حان الوقت لنتعهد هذه المسألة بجدية بل ونجعلها ضمن أولوياتنا التربوية.

هل تلاحظون كم ننظر بإعجاب للشعوب التي عرف عنها الانضباط في المواعيد والاهتمام بالنظافة وحب العمل والابتكار والمستوى العالي من الرقابة الذاتية؟ نظرة أصبحت نمطية ملؤها التقدير لهذا العالم الأول. والسؤال هو ماذا ينقصنا لتحسين أنفسنا؟

تعتبر التعاليم الدينية أحد المصادر المهمة لدى كثير من الشعوب الآسيوية المتقدمة لاستلهام القيم والمسلكيات الإيجابية، ويجعلنا هذا نعيد النظر في كيفية ترجمتنا لقيمنا الإسلامية حين يتعلق الأمر بالأخلاق والعلاقة الأفقية مع الناس.

الحقيقة أن السلوك الاجتماعي المتحضر ضرورة وليس ترفا، فهو يتحكم بالمساحة التي نتشاركها يوميا مع الآخر، والمعروف أن السلوك تراكمي شخصي يعتمد على ما تزرعه الأسرة والمدرسة والمجتمع في طبيعتنا. فيصعب غالبا إلزام الناس بالسلوكيات الحسنة والأخلاق عبر سن القوانين أو فرض العقوبات. السلوك إذاً حزمة مبادئ والتزامات تكون فاعلة فقط عندما يكتسبها الفرد بشكل مستدام.

وفي رأيي أن أفضل طريقة لتحسين السلوك المجتمعي هو أن تدرج مادة الأخلاق والسلوك ضمن المنهج التعليمي، فيتعلم الأطفال منذ الصغر أساسيات متفق عليها من السلوكيات المرغوبة.

وكذلك أن تنظم المراكز والمؤسسات الاجتماعية حملات إعلامية ومبادرات لترسيخ السلوك الاجتماعي الراقي.

وأجزم بأن ارتفاع المؤشر السلوكي سينعكس بشكل إيجابي على الموارد والممتلكات العامة، ويبعث برسائل جيدة عن ثقافتنا ويعطي قدوة حسنة لأبنائنا. وقد قيل قديما إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.