عادت تكاليف وتقاليد ورسميات حفلات الزواج الباهظة، والمرهقة والمكلفة مادياً للظهور من جديد، بعد أن ساهمت كورونا إيحابيا سابقا في إيقافها وخفضها العامين الماضيين، إلا أن الكثير من الشباب يتحدون هذه التكاليف بالإقبال الكبير، حيث تشهد مواسم الأعياد والإجازات، في محافظة الدرب شمال منطقة جازان بكثرة الزواجات من كل عام.

فرصة إيجابية

قال المواطن علي حسن القيسي «الحقيقة كانت أيام كورونا فرصة إيجابية، وساهمت في الزواج الميسر والسهل، الخالي من التكاليف والاعباء المالية الزائدة وحدت منها على مدى عامين، وبين أننا مررنا بتجربة قريبة، في زواج ابني قبل بضعة أيام، حيث رجعت لنا العادات والتقاليد التي تصاحب حفلات الزواج المكلفة والمنهكة للوالدين، وتكاليفها المالية التي تثقل كاهل العريس، لا سيما في ظل المناسبات التي ترافق مرحلة الزواج، بداية من النظرة الشرعية ثم الخطوبة، ثم الملكة ثم الحمل، وصولا ليوم الزواج الزفة وكل مناسبة لها تكاليفها، لأنه في يوم النظرة يدفع مبلغا ماليا وهدايا، ويوم الخطوبة الاتفاق على المهر والهدايا، ويوم الملكة يحضر العريس المهر، وأيضا هذه المناسبة فيها هدايا من العريس ويقدم والد العروس العشاء للضيوف، بعد الملكة يعتبر البيتان في حالة مستمرة من المناسبات، حنة وكوافيرة وضيوف وعزايم وصولا ليوم الحمل، ومن ثم ليلة الزفة».

شرط أساسي

فيما أكد العريس ناصر عسيري، أن إقامة الزواج في قصر أفراح يأتي أولاً بسبب أنه كان شرطا أساسيا من قبل أهل العروسة، وثانياً لسهولة الوصول إليه من قبل المدعوين من الطرفين، إلى جانب ما تقدمه من خدمات، فهي مجهزة بالكامل، موضحاً أنه يفضل إقامة الزواج فيها عن إقامته في المنزل، بالرغم من تكاليفها العالية إلا أنها تظل ليلة العمر السعيدة ومن أجلها تستحق العناء.

عسكرية أعراس

كشفت آمنة علي الدربي «حضرت وشاركت الكثير من مناسبات الزواج، سواء من الأقارب أو من غيرهم بحكم عملي فيها، فأنا «عسكرية أعراس» بمعنى أنا من يتولى مهمة التنظيم والإشراف من قبل والدة العريس أو أم العروس، ولذلك فإن جازان تتميز بالعديد من المظاهر المصاحبة لحفلات الزواج، والحقيقة أنها مكلفة ومرهقة مادياً للأسرتين، ولكن اعتدنا عليها وأقمتها في عرسى ابني وبنتي، فالبداية من ليلة الخطوبة ويليها ليلة الملكة، حيث يعقد الشاب عقد القران مع خطيبته بحضور أهالي العروسين وأقاربهم، ومعها «الحمل» وهي الليلة التي يذهب فيها العريس لبيت العروس بالذهب والهدايا والأقمشة، وبعض المستلزمات من الأرز والسكر والدقيق وغيرها، وسط موكب ومسيرة من السيارات من الطرب والرقص ودق «النجر» المهراس، وهناك ما يسمى ليلة الحناء وهي الليلة التي تسبق ليلة الزفاف بيومين، وهناك «ليلة الزفاف» الدخلة وهي التي يزف فيها العريس مع العروس، وبعدها يكون هناك فرح مصغر في الليلة الثانية، وتسمى الخيالي وهي الليلة التي تلي ليلة الزفاف، حيث تذهب العروس إلى بيت أهلها وتستقبل «بالغطاريف» وتزين بالفل والعظية والكادي، يأتي بعدها بأسبوع مناسبة الشدود أو الدخولية، وهي ليلة تنتقل العروسة إلى بيت أهل زوجها وهذه أيضا تقام فيها عشاء وحفل استقبال، هذه هي عادات الزواج في جازان، وهي تختلف من مكان إلى آخر، ومن قبيلة إلى أخرى، إلاّ أن بعضها بدأ يتقلص مؤخراً، وذلك لتكلفته المادية على أهالي العروسين».