حصاد الموسم الرياضي انْحَصَرَ في مسافة لا تتجاوز 72 ساعة، والهلال وقع في شراك منافسين شرسين، كانت البدايات أن يقابل الزعماء الاتحاد لكشف معالم الدوري، والمستفيد الفيحاء الذي ينتظر ما يخلفه النزال من إصابات وإرهاق واستنزاف نفسي وبدني، غير أن المعادلة تحولت وجاء النهائي الغالي قبل حسم الدوري وبالتالي أصبح العميد يترقب المشهد وهو مرتاح البال داخل قمقمه ينتظر الهلال الذي يترنح بين معضلة الطيران والمواجهات القوية، والأكيد لن يخرج سليم الجسد وتحديدًا من عراك سفير سدير الذي ينشد تحقيق الحلم على طريقة التعاون وجاره الفيصلي، وفي غمرة هذه التقلبات التي تؤكد أن المعطيات تصب في خانة الاتحاد بداية بالعقوبات التي صدرت على الهلال عشية ليلة العيد وألقت بظلالها على مشاعر لاعبيه في أول مواجهة دورية، وخسرها لفقدانه أبرز نجومه، علاوة على توقيت النزال، فضلا عن الترحال الذي يحيط بالفرقة الزرقاء خلال 5 لقاءات متتالية خارج أرضه، وبلا شك تلك الأجواء تدخل في خانة الاستنزاف، ولن أقول مقصودة ولكن هذا قدر الزعماء أصبحت السماء جزءًا من معسكراتهم، أشياء وأشياء تداهم الجسد الهلالي وتؤثر عليه بطريقة أو بأخرى ورغم ذلك تُرمى التهم في مسيرته من المعسكر المُناوِئ ويلمحون أنه مستفيد واتهامات أخرى، غير أن الحقائق تؤكد العكس بدليل أنه سيخوض معركتين خلال ساعات معدودة وصورته أشبه بالملاكم الذي يقارع خصمين في حلبة واحدة، في حال تجاوزه للأول الإنهاك يعتريه في النزال الآخر والرابح من ينتظره في مساحة أخرى، الظروف جميعها تصب في خانة الاتحاد الذي يستقبل في ملعبه خصمًا منهكًا. أعود لظروف التأجيل التي حلت بأقدار العباد أثر وفاة الوالد المغفور له خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات وتزامن مع الحدث الجلل توقف النشاط الرياضي، وطبيعي أن تعاد صياغة المواجهات بعد تأجيل جولة الحسم، وتجلت تفسيرات سطحية في طرحها والهدف الضغط على أصحاب القرارات، مباراة الغد على النهائي الأغلى سيصطدم الهلال بفريق متحفز حالم في تحقيق منجز تاريخي، وتلك المواجهات لها أجواء وطقوس مغايرة، فهل يحسمها الزعماء ويتجاوز رقم الاتحاد ويقترب من الأهلي الذي يملك رقمًا لم يصله أي فريق آخر في نيل كأس المليك 13 مرة وأقرب المنافسين يبتعد بـ4 خطوات، أيضًا فوز الهلال يمنحه كتابة تاريخ جديد في سجل إنجازاته على اعتبار ربح فريق لم يسبق أن نازله سلفًا، أم يدخل الفيحاء التاريخ من أوسع أبوابه ويطيح بالزعيم الآسيوي ويحقق الحلم. والرابح الأكبر في هذه المناسبة من ينال الكأس؛ له الأولوية في استلامه من يد راعي الحفل الأمير محمد بن سلمان الذي يتوج الأبطال في أول نهائي.