جميعنا كنا سعداء بالمنجز الوطني المتحقق من قبل المنتخب السعودي للعلوم والهندسة أبطال معرض آيسف 2022 الدولي والذي يعكس كفاءة المواطن السعودي وقدرته على الحضور الدولي في شتى الميادين ويمثل بلاده خير تمثيل. هذا المنجز يضاف إلى رصيد منجزات عدة حققتها وستحققها المملكة في مجالات متعددة.

وما أجمل من هذا الإنجاز إلا ردة الفعل المصاحبة له، والتي ترجمت مشاعر وطنية حقيقية لمواطنين يعشقون هذا الوطن ويفخرون بمنجزاته ومكتسباته.

وفي غمار فرحتنا بهذا الحدث وتفاصيله، كان هناك وكالعادة تحامل مبالغ فيه و«مكرر» تجاه الإعلام وسر غيابه عن تغطية الحدث أو حتى الاهتمام به، وتلك النظرة كانت قاصرة ومجحفة بحق الإعلام، فالإعلام المنتقد هو من أبرز الخبر، وتجد الكثير من المغردين ينتقد الإعلام بحدة وغيابه عن المشهد، وهو في نقده ذاته مقتبس التغريدة من خبر لوسيلة إعلامية!!

عجبي عن أي تقصير يتحدثون؟ أم أنها أسطوانة اعتاد عليها الكثيرون من الفئة الناقدة التي لا تتابع الإعلام من الأساس، ولم تكلف نفسها البحث عما إذا كان الإعلام المسكين المنتقد أبرز الحدث أم لا.

فالكثير منهم لم يدقق في مصدر الخبر، ولم يلحظ أنه منقول عن وسيلة إعلامية. ومن ثم السؤال المهني العريض حينما ينتقد إعلامنا في تقصيره عن متابعة مشاركة المتسابقين، هل بقية إعلام الدول المشاركة كانت تغطيته عالية، أم أن العرف المهني يقول إن الأخبار الثقافية والتعليمية لا تأخذ الوهج ذاته في التغطية كحال بقية المجالات.

ومن ثم فإن كابوس المقارنة يعتبر هاجسًا وهوسًا عند الكثير من المنتقدين، فهم يرددون عبارة لو أن أحد المشاهير كانت حوله قضية لتسابق الإعلام عليه. عزيزي المنتقد يجب أن تعلم أن الإعلام يركض خلف اهتمامات الجمهور، وهو مرآة تعكس اهتماماته. وبالتالي حينما يركز الإعلام على خبر أحد المشاهير، لأنك أنت أيها المتابع من حرص على أخبارهم، وصنعت شهرتهم، وبالتالي فالإعلام يركض خلف هذا الاهتمام لك.

وهذا هو نسخة مشابهة حينما تحقق أحد الرياضات على سبيل المثال في كرة التنس أو الطائرة منجزا، ويُنتقد الإعلام المسكين بالتقصير في تغطيه الحدث، ولماذا التركيز على كرة القدم فقط! والسؤال المهني الذي لم يطرح، أنت كمشجع لماذا لا تحضر مواجهات الألعاب المختلفة، وعليه لماذا تطالب من الإعلام أن يركز ويسلط الضوء تجاه لعبة لا تهم الجمهور؟

الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن الإعلام ما هو إلا انعكاس وترجمة لاهتمامات الناس ورغباتهم، بل هم المحرك الأساسي له، ومن ثم أتمنى وكلي رجاء أن يكلف المنتقد نفسه فقط بمتابعة أي أمر قبل انتقاده، حتى لا يضع نفسه في قالب «مع الخيل ياشقرا».

في معادلة الإعلام: قل لي ما هي اهتماماتك، أقول لك ماذا سيقدم لك الإعلام.