أعلم.. رغم شغَفي اللا مُنتهي، طمُوحي العارِم، رغبتِي في إثراء ذاتِي بكل ما يُحسب رُفعةً لها من عِلم.. إلا أنّي على مدى من الإدراك بأنّه لن يسطُع نجمي بين ليلةٌ وضُحاها لن أُجاوِر النجُوم.. وأرى اني لستُ على عجلة ها أنا أنظُر إلى الأعلى لأُراقِبها من بعيد.

طرِيقة حِوارها، تآلفها، نجاحِها وقصص كفاحها المُختلفة، إستراق السمع لأفكارها المُستقبلية. لن أكتفي بمُراقبتها فقط، بل خلال قيامي بها سأكون قد بدأت بي منذُ زمن.

نعم لا تروق لي العجَلة بالوقت ذاته فالوقت لا يُهمل تُهيبني فكرة أن أعيش بحياةٍ تقليدية، كشخصٌ لا يُذكر لا يُعرف.. أتمم دراسته في مجالٌ لطالما أراده ولكن لم يتميّز به، رغم أن فعل ذلك لم يتطلّب مُعجزة كونيّة للقيام به، ليموت دون أن يُذكر اسمه فيه.

ذكر الكاتب أحمد أمين في كتابه فيض الخاطر نصًا لطالما شابَه افكاري قائلًا: «وممن نُكِسوا في الخلق هؤلاء الذين وقفوا ينتظِرون القدر؛ أولئك لم ينظروا للمستقبل، ولكن ينظرون إلى ما يفعل بهم المستقبل، أولئك أحجارٌ ينفعِلون ولا يفعلون، ويتأثرون ولا يؤثرون؛ وإنما مستقبلك في يدك ولك دخل كبير في صياغته، وليس يستسلم للقدر إلا من فقد إرادته وأضاع إنسانيته». أيقن أني سأرى نفسي ذات يوم بتِلك الصورة التي لطالما راودت خيالاتي دائمًا.