الدعااااااء.... ابتهالات وترانيم تهفو بها أرواحنا، تنطقها شغاف القلوب وسرائر النفوس وثنايا العقول.

الدعااااااء... رسائلنا إلى السماء؛ كالسهام تنطقها قلوب قبل ألسنة الضعيف والقوي، السعيد والشقي، الصحيح والعليل.

لم يكن الدعاء أبدا كلمات متراصة كاللؤلؤ المعقود؛ هو حروف وكلمات كومضات تقشعر من صدقها الأبدان. يختصر أغلبنا كل ما يجول بخاطره وتهتز له أركان نفسه ووجدانه بقول: يااااااااااااااااااااااارب.

هل يفكر أحدكم لم لم نستخدم حروف نداء كالهمزة والألف.

يااااااااااااااااااااااارب... هل منكم من أدرك منها مثلي ما أدركت، و رأى في حروفها ما رأيت.

يااااااااااااااااااااااارب... أولها وبدايتها يأس، ياؤها ممزوجة بأمل ألفها، تبعتها وتلتها رجاء رائها، ومسك ختامها بشارة بائها.

يااااااااااااااااااااااارب... زلزلوا السبع سموات بجلال حروفها. حدثوا إلهكم بكل ما تحمله خواطركم وخفايا صدوركم. يااااااااااااااااااااااارب..رددوها، كرروها؛ ألحوا في الدعاء بنقاء وبراءة ويقين طفل في كرم وسخاء المعطي.

كونوا كيعقوب بث حزنه وضعفه لمولاه حتى ابيضت عيناه وأيقن في الإجابة وكانت.

اسالوا ربكم بما هو أهل له، ارفعوا سقف أمانيكم، استجيروا واستغيثوا برحمته، فمن لنا سواه هو الأحن والأقرب.

الدعااااااء... كلمات تحملها الأكف للسماء بغير ستار، تحسسوا ساعات الإجابة وأوقاتها ولا تملوا ولا تكلوا ولا تكفوا. ما دون الدعاء يغير الأقدار... فارفعوا الأذرع حتى يظهر بياض الإبط كما فعل رسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه.

وكما كان يفعل خاصة في دعاء الاستسقاء وما أحوجنا لاستسقاء قلوب عطشى وضمائر جرداء.

الدعااااااء... هدية محب لحبيب، رحمة أم بضناها، كنف والد لولده.

ادعوا.. لأنفسكم وأهليكم، لمرضاكم وموتاكم. ارفعوا الأكف.. ادعوا وتمنوا.آمنوا.

يااااااااااااااااااااااارب... صب علينا السكينة والطمأنينة صبا صبا.

يااااااااااااااااااااااارب... أغثنا من الظالمين وأرسل عليهم أبابيل طيرك واجعلهم آية.

يااااااااااااااااااااااارب.. عليك بكل متجبر بأن يقف على رؤوس الأشهاد راجيا رحمتك.

اللهم أخرجنا من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك وتولنا فيمن توليت في الأخير... تذكروني في صالح دعائكم