لم تكن مواجهة الهلال والاتحاد الدورية في منافسات دوري الكبار عادية، كانت تفاصيلها تحكي عن ماهية الكبار حينما يحتدم بينهم الصراع، الترشيحات جلها تصب لمصلحة العميد صاحب الأرض الذي كان ينعم بالراحة والتكامل، بل إنها الأولى في مشواره يلعب بجميع عناصره المحلية والأجنبية بعد أن تكاملت عافيتهم، وفي المقابل كان خصمه منهك ويئن تحت طائلة العقوبات والإصابات وضغط المباريات علاوة على الترحال الذي لم يستقر فيه الفريق منذ مواجهة الفيحاء في مشوار الدوري البداية من المجمعة بعدها لأبها لملاقاة ضمك قبل مواجهة الاتفاق على أرضه، ثم توجه لجدة مرتين خلال ثلاثة أيام الأولى خسر النهائي أمام الفيحاء والثانية أطاح بالاتحاد الذي كان يتجهز للاحتفال ببطولة الدوري، غير أن كبير آسيا رفض بطريقته الخاصة أن يكون التتويج عبر بوابته، وأظهر وجهًا آخر يؤكد أن خصمه يحتاج لنفس أطول لكي يحقق المعادلة، خلط محاربين الهلال الأوراق وقرب المنافسة ومنح أكثر من فريق للدخول في الحسابات المعقدة بعد أن كانت تصب في مسار واحد، زعيم آسيا اقترب بشكل كبير والنصر تجدد أمله كل هذه الأحداث فتح مساراتها فرقة (بن نافل) الزرقاء كانت عشية الاثنين الماضي مؤلمة لأنصار الاتحاد جماهير وإعلام وإدارة بعد وفرت جميع مطالبهم قبل المباراة الحاسمة حتى الحكم أبعد الأجنبي وأحضر المحلي، وكالعادة أحتسبت ضربة جزاء غير صحيحة للنمور وطنشت جزائية للزعماء، ورغم ذلك لم تحرك ساكت في مشاعر الهلال الذي عزف نغمة النصر في ملعب جدة وكتب لوحة جميلة مفادها كنت مشغولًا أيها النمر في صراعات أخرى والآن تفرغت لمقارعتك بعد أن منحتك الفرصة للانفراد بالمقدمة، كان كل شيء رائع في أهزوجة الموج الأزرق، أهداف بطريقة جديدة، ولحن فائق العذوبة في منظومة متجلية تعزف أحلى المواويل. وفي الختام اجتمع زعيم الكيان وقائد الحملة الربان فهد بن نافل ووضع بصمة الختام وسط الميدان، ذهول في تجلي هذا الفريق وهو يصارع على كل الجبهات الظروف والضغط والإصابات وتشكيك الخصم والعقوبات التي صدرت بحقه يوم العيد، ولا يمكن تحدث في عرف جميع القوانين لكن الهلال تكبدها، ولم تثنيه عن إسقاط خصومة، وفي الختام بعث القائد بن نافل رسالة من ساحة الوغاء وهو يتحدث مع محاربيه لا تستفزوا الهلال فلدي جنود قادرون على تحقيق الكسب مهما كانت الظروف وعمق الاصابات. ‫