أصدرت شركة كي بي إم جي المتخصصة في خدمات المراجعة والضرائب والاستشارات في المملكة العربية السعودية، منشورًا بعنوان " دور المرأة القيادي في الشركات العائلية"، لمشاركة وجهات النظر المختلفة للقيادات النسائية في المملكة ومناقشة التحديات والفرص والنجاحات في الشركات العائلية، وقد جاء المنشور كمشروع مشترك بين قسم الشركات العائلية وخدمات الشركات الخاصة في شركة كي بي إم جي وفريق الشمول والتنوع والمساواة (IDE) التابع للشركة، واستند إلى أربع عشرة مقابلة مع مجموعة من القيادات النسائية في الشركات العائلية السعودية.

ولخَّص منشور كي بي إم جي الرؤى التي ظهرت خلال المقابلات التي أُجريت في أربعة موضوعات، تمثلت في تفعيل دور المرأة القيادي في الشركات العائلية وأنماط القيادة والاستدامة والتعاقب والفرص والتشريعات التي تؤثر على دور المرأة في مجال الشركات العائلية.

وتعقيبًا على ذلك، قالت خلود موسى، شريكة ورئيسة فريق التنوع والشمول والمساواة في كي بي إم جي للاستشارات المهنية،:"هدفنا الأساسي من هذه الدراسة هو فهم المزيد عن تأثير التغيرات الديموغرافية على السيدات في الشركات العائلية وتأثيرهن على نجاح شركاتهن وعائلاتهن، حيث يقدم هذا المنشور رؤى مفيدة ومشجعة، للسيدات بشكل خاص في الشركات العائلية".

ووفقًا لمنشور كي بي إم جي، يعتبر الإرشاد والتواصل عنصرين أساسيين لتحقيق النجاح على الصعيد المهني بغض النظر عن نوع الجنس، ومع ارتفاع معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل في السعودية، إنَّ العثور على مرشد وبشكل أخص مرشدة، مهمة شاقة، فقد واجهت السيدات اللاتي كنَّ أول من دخل إلى سوق العمل وعملن في الشركات العائلية العديد من التحديات كما لعبن دورًا استراتيجيا في تجاوز هذه التحديات.

ومع ذلك، فقد اتفقت معظم السيدات اللاتي تمت مقابلتهن على أنه كان من الضروري في بعض الأحيان الحصول على المرشد و الداعم المناسب للمساعدة للوصول الي المناصب العليا والقيادية داخل الشركة العائلية بشكل خاص.

من جهتها، تقول بثينة البيتي، مدير تنفيذي في قسم الشركات العائلية والمؤسسات الخاصة لدى كي بي إم جي للاستشارات المهنية : "قد يكون الأمر صعبًا خصوصًا للسيدات الجديدات في سوق العمل في السعودية أن تجد مرشدة وبالتالي يتوجب على القائدات الحاليات البحث عن شابات واعدات يمكن أن يستفدن من مساعدة المرشد".

وذكرت بثينة أن هؤلاء السيدات يُحدثن تحولًا في مؤسساتهن ومجتمعهن بشكل عام حيث ينظر إليهن كقدوات ومرشدات للشابات اللاتي سيشاركن في مجموعة المواهب المستقبلية.

ووفقًا لدراسة اخرى قامت بها شركة كي بي إم جي عن القيادات النسائية أفادت 67% من السيدات أنهن سيتعلمن أهم الخبرات حول القيادة من السيدات الأخريات، ومن ثم فهن يثقن في أن التعامل مع القيادات النسائية سوف يساعدهن.

وتابعت بثينة: "تسعى السيدات في جميع أنحاء العالم إلى التواصل بحرية مع سيدات أعمال بتفكير مماثل و في مناصب مشابهة واللاتي لهن رغبة مشتركة في التطور والنمو، وهن يشعرن أن مثل هذه المشاركة ستمكنهن من تبادل الأفكار وبناء العلاقات".

ويناقش المنشور أساليب القيادة والإدارة أيضاً ويخلص إلى أن كل فرد لديه نهج فريد للقيادة، ولكن لا توجد اختلافات واضحة في خصائص القائد بين الرجال والنساء، فعلى الرغم من اختلاف الشخصيات، إلا أنَّ سمات القائد مشتركة فيما بين جميع القادة.

ويتطرق منشور كي بي إم جي إلى التكافؤ في الفرص والأجور والترقية التي تمكن القيادات النسائية المتحمسة من تحقيق النمو والازدهار. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الشركات العائلية التي يتنوع أعضاء مجلس إدارتها قيمة مضافة للشركة والسوق، نظرًا لتنوعها في الجنس والعرق والعمر، ما يسمح لهم بالحصول على تجربة متنوعة ذات قيمة إضافية.

وخلصت خلود موسى إلى " أنَّ شغل المزيد من السيدات لمناصب قيادية في الشركات العائلية سيجعل فكرة وجود سيدات في القيادة العليا التنفيذية أمرًا طبيعيًا"، وستنتشر هذه الممارسات في بيئة الشركات غير العائلية وستفتح الباب أمام سيدات أخريات لتولي مناصب قيادية".