خرجت ميليشيا حزب الله خاسرة من الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بالحسابات والأرقام، رغم الحملة الإعلامية التي نفذتها في القنوات التلفزيونية والشوارع لتشجيع الطائفة الشيعية على التصويت بكثافة في بيروت والبقاع والجنوب والجبل. ليس ذلك فقط بل إضافة إلى شعار «فشروا» الذي انتشر في الشوارع اللبنانية رفضا لنزع سلاح حزب الله، ولكن أحجمت الطائفة الشيعية عن التصويت وتحديدا في مناطق نفوذ حزب الله – حركة أمل أي الجنوب والبقاع.

واختاروا البقاء في منازلهم وعدم التصويت ومشاهدة اكتساح قوى التغيير للبرلمان، وكأنهم قدموا لهم أصواتا مجانية بعدم انتخاب الثنائي الشيعي؛ في محاولة لتسجيل اعتراض صامت على سياسة حزب الله الداخلية التي لم تمد لهم يد العون في أزمة الدولار وغلاء الأسعار واختفاء الأدوية وسرقة أموالهم من البنوك.

السيطرة

وباتت أفراد الطائفة الشيعية كما كل اللبنانيين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية الفاقدة لقيمتها وجاع الكثير منهم أسوة بغيرهم في مختلف المناطق. ولم يفِ حسن نصر الله بوعوده لهم.

من هنا سجلوا اعتراضهم على أداء حزب الله ودعمه للفساد وتغطية الفاسدين من خلال الإحجام عن التصويت، ما سمح للمعارضة باجتياح المقاعد في البرلمان اللبناني وخسارة «المقاومة» الأغلبية البرلمانية المنتظرة كي يكتمل تعقد سيطرتهم على السلطة.

صفعة قاسية

وتوصف خسارة حزب الله في الانتخابات بأنها كبيرة وقاسية، لأنه تلقى صفعة من شارعه الذي أحجم عن التصويت، لأن معركته كانت الحصول على نسبة أصوات مرتفعة للتأكيد على أنه زعيم الطائفة الشيعية والأقوى في لبنان لكنه الآن يلملم خسارته وتحديدا في الجنوب.

كانت خسارة مقاعد حلفاء حزب الله في الجنوب قاسية لعدة أسباب أهمها:

فقده للسيطرة على شعاره بالجنوب الذي يروج منه للمقاومة، فخسارته هناك مقاعد في الدائرتين الأولى والثالثة هي هزيمة لذلك الشعار

ضمن حزب الله الجنوب لتأتيه الضربة القاصمة منه بخسارته مقعدين لأول مرة منذ ثلاثين عاماً

أصبح الثنائي الشيعي لا يمثل بعد الآن أهل الجنوب لأن 92 % من النواب غير الشيعة في دوائر الجنوب الثلاث خرجوا من دائرة التحالف مع حزب الله أو مهادنته