يعد صعود حزب "الإخوان المسلمون" وحصولهم على الأغلبية في البرلمان ثم انفضاض الفصائل السياسية عنهم، درساً وعبرة لجميع ألوان طيف الربيع العربي وليس للمصريين فقط؛ ذلك أن الأغلبية سواء كانت سياسية أو مذهبية أو ثقافية لا تعني الاحتكار والإقصاء لبقية ألوان الطيف إذ سرعان ما تخسر التأييد عندما تتجاهل مبدأ التعددية في المجتمع. فما هو خطأ الإخوان الذي جعل معظم الفصائل السياسية تخشاهم؟ وماذا عليهم أن يعملوا الآن كي يستعيدوا ثقة الفصائل السياسية؟

يؤخذ على "الإخوان المسلمون" خطأين كبيرين: أولهما عدم تكملتهم مشوار الثورة مع بقية الفصائل. فقد رفضوا الخروج معها في عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بالحقوق السياسية والمدنية، والخطأ الثاني، موافقتهم للمجلس العسكري في عدة إجراءات وقوانين اعتبرتها الفصائل تنازلاً يلغي مطالب التغيير ويضر بعملية نقل السلطة.

الآن وقبل الدخول في مرحلة الإعادة لانتخاب الرئاسة بين ممثل الإخوان الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق ممثل المعسكر القديم، وجد الإخوان أنفسهم في أمس الحاجة لأصوات الفصائل التي شاركتهم في الثورة للفوز بالرئاسة. ويبلغ عددها قرابة العشرة ملايين صوت بنسبة 38% من نسبة المصوتين التي ذهبت لصالح الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوج والمهندس حمدين صباحي. صحيح أن هذه الفصائل لا ترغب في التصويت للفريق شفيق، إلا أنها في نفس الوقت تتردد في التصويت للدكتور محمد مرسي.

لكي يحصل الإخوان المسلمون على تأييد هذه الفصائل، عليهم أن يشركوا هؤلاء في إدارة الدولة إن قدر لهم الفوز. ويتحقق ذلك بتقديم ضمانات يطالب بها شركاؤهم ومنها: إعطاء منصب نائب الرئيس للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وتشكيل رئاسة الحكومة من خارج الإخوان. إن هذه المشاركة تتيح للإخوان فرصة الاعتراض والتظاهر بزخم شعبي أكبر إن حصل لبس في عملية الانتخاب.