لا أدري هل يذكر الجيل الحاضر العقاد، ناهيك عن قراءة كتبه، لا أدري؛ ولكن العقاد كان في يوم ما؛ وفي نظر العديد، كاتب مصر الأول، وقد اكتسب هذه الصفة لأنه كان كاتب الوفد؛ وبالتالي كاتب الشعب.

وكان هذا الحزب يناصب القصر العداء، وفي أحد الأيام ألقى العقاد كلمةً في مجلس النواب الذي كان عضوًا فيه، قال فيها: «سنكسر أكبر رأس في البلد» !!

فاعتبر الملك فؤاد أنّ هذا القول عيب في الذات الملكية، فحوكم العقاد؛ وسُجن..

على أنه بعد ذلك اختصم مع الوفد؛ وأصبح شاعر القصر..

وفي عام 1946م حلّ الملك عبدالعزيز ضيفًا على مصر، واستقلّ في الذهاب إليها اليخت الملكي، وكان معه في هذه الرحلة وفدٌ كبيرٌ من الوجهاء المصريين؛ ومنهم العقاد الذي ألقي قصيدةً يهنئ فيها الملك عبدالعزيز بعِيد جُلوسه الذي صادف اليوم الأول من الرحلة ويقول فيها:

أسدَ العرين يخوض غيل الماء

يا بحر راضك قاهرُ الصحراء

حيَّاه باديها وحاضرُها معًا

فاغنم تحيَّةَ يومِه الوضَّاء

وقد أسس العقاد مع عبدالرحمن شكري، وإبراهيم المازني، مدرسة شعرية باسم «الديوان»؛ وكانت تتبنى مذهب أن «الشعر وجدان»، وتهاجم شوقي؛ وتزعم أنّ قصائده ليس فيها أيّ وحدة، وأنك إذا نزعت بيتًا؛ أو أكثر من أبياتها؛ فإنّ بنيان القصيدة لا ينهار.

كما كانت تهاجم مدرسة «أبوللو» التي أسسها أحمد زكي أبو شادي؛ وتصف شعرهم وخاصة إبراهيم ناجي بأنه ضعيف..

وأبرز شيء في حياة العقاد علاقته «بهنومة خليل» التي عُرفت فيما بعد باسم «مديحة يسري»، ويقال إنها خانته، كما يقال إنه قال فيها هذه القصيدة:

تريدين أن أرضى بك اليوم للهوى

وأرتادُ فيك اللهو بعد التعبد

وألقاك جسمًا مُستباحًا وطالما

لقيتُك جمّ الخوف جمّ التردد!

رويدك إنّي لا أراكِ مليئة

بلذة جثمان ولا طيب مشهد!

(إلخ....)

وأصبح بعد ذلك عدوًا للمرأة ولم يتزوج، وبيته هذا يلخِّص موقفه من المرأة:

خلّ الملامَ

فليس يثنيها

حبُّ الخداع

طبيعةٌ فيها.

1988*

* كاتب وناقد سعودي «1935 - 2015».