المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على عتبة المشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستدور رحاها في قطر، الإشكالية أن المحاربين السعوديين الذين سيخوضون معمعة الصراع مرهقين من جراء عرك الدوري المحلي علاوة على أن الفريق الأكثر ضخ للمنتخب فريق الهلال ومواجهاته مضاعفة خلال الثلاثة مواسم الأخيرة لأنه يقارع محلياً وخارجياً حتى الأمتار الأخيرة، مما يتسبب بزيادة في الأحمال بمعنى طرف ثابت، وهذا يضاعف من حدة الإرهاق على اللاعبين، ولعل الجانب المضيء في خارطة الأخضر السعودي أن جل عناصره تملك خبرة عريضة، بمعنى أن كأس العالم بقطر قد تكون الأخيرة في مسيرتهم الكروية، وهذا يضاعف مهمتهم في مشوار الصراع العالمي الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء للخروج بنتائج مرموقة تجير بتاريخهم الكروي والوصول لمحطة متقدمة، حيث كان أخر منجز الوقوف عند دور الـ16 في أول مشاركة عام 1994.

وكان الاحتراف في بداياته والعناصر الأجنبية أقل من أصابع اليد الواحدة، وقدمنا صورة أبهرت العالم، حيث خسرنا بالكاد من هولندا بعد أن كنا متقدمين بهدف (أنور) وكسبنا بلجيكا والمغرب، وصعدنا للمرحلة الثانية، وكان بالإمكان أفضل مما كان في نزال السويد، أعود لمونديال قطر الذي يتعين أن تكون الصورة مختلفة عطفاً على الدعم الذي سيجده الأخضر من جماهيره القريبة من الحدث، فضلاً عن تعود اللاعبين على الإجراء والظروف من جراء المقارعات المتعددة التي خاضوها بالدوحة على صعيد الأندية والمنتخبات، ثمة جانباً آخر يتعين سلخ الشكاوي التي تحيط بفريقي الاتحاد والهلال، وأتمنى أن يسدل ستارها وتتدخل الوزارة الأم والاتحاد السعودي في حل المعضلات.

عموماً قضية عبدالله السالم خيم عليها غيوم ولاتزال نتائجها محل تجاذب بين المختصين بعد صدور القرار الأخير، والأمل كبير بالمحكم المحايد الذي سيشكل رأس مثلث بين (عصيمي الهلال وعبدالرؤوف النصر ) أن يضع الموازين في نصابها، ولا نخسر مكتسبات لاعب أو ناد.