ما زالت الأمم المتحدة تعيش وهم الهيمنة، كصانعة المعجزات وصاحبة الحلول والاتفاقات حول العالم خصوصًا العالم الثالث، والواقع يظهر حجم الخيبات التي تواجهها في بعض الملفات الشائكة بالمنطقة في ظل تمدد المشروع الإيراني.

على مدى سنوات يخوض العالم جولات نقاش وتفاوض مستمرة مع طهران بشأن برنامجها النووي، على اعتبار قدرة المجتمع الدولي على ترويض إيران وفرملة مشروعها النووي، في حين تمضي الأخيرة في مسار إنتاجها، وتعطي الطاولة حق التفاوض والحوار والدبلوماسية كما يجب.

نهجٌ تسلكه طهران وأذرعها في طريقة تعاملها مع المجتمع الدولي وليس باستطاعة الأخير فرض أي مقترح لا يتوافق مع سياسة ومشروع واستراتيجية إيران ومصالحها في المنطقة.

الشيء ذاته بالنسبة لجماعة الحوثي التي انقلبت على الدولة والشعب، ودمرت البلاد، وأدخلته في صراع وحرب منذ ثماني سنوات.

إذ تماهت الأمم المتحدة مع مشروع الحوثي منذ اللحظات الأولى، حتى وإن أظهرت الحياد بذريعة السلام المزعوم.. لكن الواقع يثبت حجم التساهل بشكل أو بآخر، وهو ما أدركته دول التحالف مؤخرًا، وحددت موقفها في بعض الملفات على صعيد المصالح الدولية.

حتى الآن ما زالت الأمم المتحدة تكرر الخطاب الممل ذاته، وتستخدم المصطلحات المستهلكة، والأبعد من ذلك، إشعار الرأي العام أن باستطاعتها التأثير على جماعة الحوثي، وإقناعهم بتنفيذ الشروط المتفق عليها..

بينما تتجاهل تمامًا أن هذه الجماعة أصبحت نسخة مصغرة من إيران بطبيعة تركيبتها وهيئتها وتعاملها، وتتخذ من الأمم المتحدة وطاولة التفاوض غطاء لكسب الوقت، والمضي في مشروعها الدموي والتدميري بحق اليمن ودول الجوار أرضًا وإنسانًا.

وإذا ما نظرنا إلى تعامل الحوثي وأسلوب المراوغة والتذاكي على طاولة التفاوض والحوار، فإننا نستذكر الاتفاقات السابقة التي انتهت بحصوله على مطالب جديدة، وتهربه من تنفيذ أي التزامات..

ومن خلال تلك الدلائل.. نستنتج معادلة واضحة أن الصبغة الإيرانية مطبوعة على جماعة الحوثي لونًا وشكلًا وواقعا.

*صحفي يمني