ارتبطت التكنولوجيا والرياضة في الفترة الأخيرة، بشكل وثيق جعل كلا منهما يعتمد على الآخر اعتمادا أساسيا، وهو ارتباط يفترض أن يتوثق أكثر في المستقبل.

ومع الوقت يزداد استخدام الرياضيين للتقنية، فالرياضيون المحترفون وعشاق اللياقة البدنية على حد سواء، يستخدمون التكنولوجيا القابلة للارتداء، لأنها مناسبة لمجموعة واسعة من الأنشطة، التي يمكن أن تستخدم تتبع السعرات الحرارية والخطوات والمسافة، والنبض ومعدل ضربات القلب.

كما دخلت التكنولوجيا والتطور الصناعي، حتى في ابتداع ملابس ذكية قابلة للارتداء، ابتداء من ملابس السباحة وركوب الدراجات، وصولا إلى ملابس لاعبي كرة القدم.


ويرتدي لاعبو كرة القدم على سبيل المثال سترات GPS، خلال التدريبات والألعاب، لتتبع وقياس أدائهم في الملعب.

وقد صممت السترة لتكون مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي، بتردد 10 هرتز ومقياس تسارع ومقياس مغناطيسي بين لوحي الكتف.

كما دخلت التكنولجيا القابلة للارتداء مجالات رياضية عدة، ابتداء من الساعات إلى أجهزة الاستشعار المعقدة الأخرى، التي يمكن استخدامها لتتبع أداء الرياضي، وحتى غير الرياضي، ففي مختلف أجهزة الجوال ثمة تطبيقات، تعطي الشخص فكرة شاملة عن كم مشى أو جرى، وكم سعرة أحرق، كما يتتبع عدد من الرياضيين نبضهم وأنماط تنفسهم، باستخدام أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب، إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مستشعرات VBT «التدريب القائم على السرعة» لقياس الأداء في غرفة الوزن، ويمكن استخدام أجهزة تتبع النوم لمراقبة عادات النوم وتحسينها.

وتحسن التكنولوجيا القابلة للارتداء، جمع البيانات لمساعدة الرياضيين على تحسين أدائهم، ويمكن أيضا استخدامها للوقاية من الإصابات، من خلال تحديد الحركات أو الأنماط الخطرة والتنبؤ بها.

VAR والجدل

بقي الـVAR موضوعا مثيرا للجدل، لأن هناك من يعارض التكنولوجيا في التحكيم، بحجة أنها تحرم الناس من المتعة والتسارع في اللعبة، بل وحتى الأخطاء التي تعد نمطا وجزءا من السلوك البشري التحكيمي، لكن الـVAR ساعد الحكام في اتخاذ خيارات دقيقة، وبالتالي تعزيز مبدأ العدالة.

في كأس العالم 2018 عندما نفذ FIFA حكم مساعد الفيديو «VAR» لأول مرة، غضب بعض من الناس وشعروا بالإحباط من هذا الوصول التكنولوجي الجديد، بينما كان البعض الآخر متقبلا ومؤيدا.

تستخدم الرياضات الأخرى، مثل التنس الذي يستخدم تقنية عين الصقر Hawk-Eye، للمساعدة في الحكم عما إذا تجاوزت الكرة الخطوط أم لا، وتستخدم لعبة الكريكيت نظام مراجعة قرار Umpire (UDRS) لمساعدة مسؤولي المباراة في صنع القرار، كما يستخدم الدوري الوطني لكرة القدم «NFL» مراجعة الإعادة، لقد كانت الحاجة إلى استخدام التكنولوجيا أمرا بالغ الأهمية، حيث إن العنصر البشري في الحكم عرضة لارتكاب الأخطاء، خاصة في الألعاب الرياضية ذات المجالات الكبيرة، التي يصعب على الحكام ومساعديهم تغطيتها.

تعزيز السلامة

في الرياضة، تعتبر السلامة ضرورية، لأنها تسمح للرياضيين بالحفاظ على مستوى ثابت من الأداء، ومواصلة حياتهم المهنية دون إصابة، ومن ثم، فقد ابتكر صانعو المعدات مجموعة متنوعة من التقنيات، لتقليل الإصابات والحد من الحوادث، فقد تعرض سائق سباقات السيارات السويسري والفرنسي رومان جروجان، لحادث مأساوي خلال سباق الفورمولا 1 في البحرين عام 2020. انفجرت سيارته واشتعلت بها النيران، ولكن بفضل التقدم التكنولوجي، فإن خوذات الفورمولا 1 الحالية، تهدف في المقام الأول إلى الحماية من إصابات الرأس، وكذلك الحرائق الكبيرة، على سبيل المثال، يجب إطفاء الخوذة ذاتيا بعد تعرضها للهب بدرجة 790 مئوية، لتلبية متطلبات الاتحاد الدولي للسيارات «FIA» وفقا لصحيفة ديلي ميل.

إن التكنولوجيا تعمل على تحسين وإعادة اختراع، عناصر مختلفة فى حياتنا من بينها الرياضة، ولن نكون قادرين على تحسين سلامة الرياضيين، من خلال توفير معدات محسنة، وتحسين التحكيم من خلال توفير إعادات فورية وحكام فيديو، وتحسين مستوى أداء الرياضيين باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء، التي تجمع البيانات لتحليل وتحديد المناطق الضعيفة والقوية، إذا كنا لم ندمج التكنولوجيا.

تقنية VAR

«الحكم الفيديو المساعد»، ويسمى اختصارا بـ«فار»، صممت هذه التقنية، لأول مرة، تحت إشراف الاتحاد الهولندي لكرة القدم سنة 2010.

عين الصقر Hawk-Eye

تسمى أيضا بـ«تقنية خط المرمى»، وهي عبارة عن مجموعة من الكاميرات الذكية، تثبت في زوايا الملاعب والمرمى لتحديد عبور الكرة للخط.

العلاج بالتبريد Cryotherapy

انتشرت هذه التقنية في العلاج، في السنتين الأخيرتين، للتعافي من الإصابات واستعادة اللاعبين طراوتهم البدنية في ظرف وجيز، وإنعاش عضلاتهم وتجديد دمائها.

تتبع الأداء EPTS

تقنية «الأداء الإلكتروني وأنظمة التتبع» شبيهة بالصدريات الأسترالية، تقدم إحصائيات وبيانات تقنية بخصوص أداء اللاعبين في أرضية الملعب.

صدريات GPSports

هي صدريات ذكية يرتديها اللاعبون المحترفون، تحتوي على أجهزة استشعار عديمة الوزن تقريبا، تقدم الإحصائيات من معدل نبضات القلب أثناء المجهود والجري. تنافس الشركات يشدد المدرب الرياضي هاشم جميل، على أن الرياضة لم تعد تقليدية فقد انتهى زمن القوة البدنية، والطرق الكلاسيكية، فأصبح المدربون يتبعون أساليب علمية في التدريب، بوجود أحدث المعدات والأجهزة الذكية، التي تقدم إحصائيات عن اللاعب محترفا كان أم هاويا، وبيانات حول قدرته وفعاليته ونقاط قوته وضعفه. ويضيف أن الشركات العالمية بعد أن كانت تتنافس، في إنتاج الأحذية والكرات والملابس والآلات، انتقلت إلى المجال التكنولوجي في المنظومة الرياضية ككل، للعب أو الحكم بهدف جعل الممارسة أكثر عطاء وعدالة، ونقل الرياضة إلى مستقبل أكثر تطورا.