الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، أمير نجران، رجل جسور.. مظلي ماهر في القفز الحر، حصل على وسام تحرير الكويت، نهل من عزيمة والده الشجاعة والإقدام، قال عنه الأمير خالد الفيصل وهو يرثيه حين توفي:

«قالوا وراها ما رثته الصحافة قلت السيوف وصهوة الخيل ترثيه».

لم يسبق ان عرفت الأمير -سلمه الله- معرفة شخصية، لكني تعرفت عليه من خلال أبطال من القوات المسلحة الذين شاركوا في الدفاع عن سوريا 1973م، اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن بن ظافر الشهري من أركان الحرب الشجعان الذين أبلوا بلاءاً حسنا في معارك تلال الزعتر ومرعي وجبل الشيخ وسهول حوران، وغيرها من معارك القوات السعودية في سوريا بقيادة اللواء الركن محمد بديرة -رحمه الله- ونائبه اللواء الركن شحات بصري -عافاه الله- والقائد البطل عوض الشعشعي -رحمه الله.

حدثني اللواء ابن ظافر -شافاه الله- عن تطوع الأمير جلوي في تدريبات الصاعقة وشدة البأس والشكيمة والشجاعة التي تمتع ومارسها في مهنيته العسكرية،

وكان المدرب الذي درب الأمير جلوي المقدم الركن علي بن عبده الأسمري صديق وقريب عايشته في تبوك حين عملت مديرا للطرق والنقل، أشاد المقدم ببسالة الأمير جلوي وإقدامه.

في الأسبوع الماضي كان الأمير جلوي في زيارة لمنطقة عسير، وخص رجلا من العاملين معه في إمارة نجران بزيارته في مسقط رأسه، وفاء لوفاء حين تكون العلاقة بين الأوفياء سمة ووسم

الشيخ عوض بن عبد الله آل سحيم مستشار مختار من الأمير، هو ابن لعمدة في مركز باللسمر، رجل نخوة وفزاع لمن يعرف ومن لا يعرف، يتواجد في المركز والقرى ساعيا للإصلاح، رجل فيه من دماثة الأخلاق وحسن المعشر ما كنت حظيا محظيا.

استقبل العمدة وابنه المستشار ونخب قبلية مستضيفة وضيفة من يام والعجمان والأهل والعشيرة في ديرتي ذات الوشاح الأخضر، والوسم عالي الشيم والقيم

كان الاحتفال بهيجاً مبهجاً، تجلت فيه روعة اللقيا والتلاقي والالتقاء.

وأعجبني في الأمير جلوي عناقه العمدة والد المستشار والمقدم على عبده حين أشار بالقول: هذا الرجل هو مدربي في المظلات.

وشهد المقدم علي ببسالة وشجاعة الأمير المظلي في مسار التمرين التعبوي، الذي تم فيه استخدام الأسلحة الحية من راجمات الصواريخ والمدافع ومختلف أنواع النيران.

أشار إلى أن الأمير أصر على اقتحام أحد مواقع التمرين الخطيرة رغم محاولة القيادات العسكرية ورفاق مجموعات الاقتحام والإسناد ثني الرجل إلا أنه أصر وشارك في اقتحام الدشم والمواقع للعدو، ومع استمرار سير التمرين التعبوي المهول حتى بزوغ الفجر خرج الأمير المتطوع بكامل عتاده العسكري سليما مسلما على أركانات التمرين.

كان فخرا وافتخارا، وعزوة واعتزازا ما حصل من احتفاء واحتفال بزيارة الأمير لابن العمدة مستشاره الأمين عوض واستذكارا وتذكرا لمن تمرن وتدرب معهم واكتسب منهم كما اكتسبوا منه صدارة الوفاء والاعتزاز.

ولعل الختام هو ترديد تراحب أهالي نجران: «الله يهانيكم والله يغانيكم».