مبعث هذا العنوان قفز كفكرة، عندما تلقيت نبأ فوز الدكتور عبد الله الغذامي بشخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ16، ومما لا شك فيه أن تكريم الغذامي تكريم للوطن والثقافة عامة، فهو بحق قامة أدبية وثقافية، أثرى الساحة الثقافية بكثير من المؤلفات والمقالات.

تميز بعمق وثراء وغزارة المخزون الثقافي والمعرفي والفلسفي، وقاد حراكًا ثقافيًا وتنويريًا في خضم صراع مع تيارات تسعى إلى فرض هيمنتها وترسيخ مفاهيمها وأيدلوجياتها على الساحة الثقافية والاجتماعية.

وقبل هذا وذاك تمتع بروح سمحة وكرم طباع وتواضع، بسط نفسه وسخر قلمه لخدمة الثقافة بعامة، نال شهرة واسعة في المحافل الأدبية العربية والدولية، رسم لوحة زاهية عن الثقافة والأدب السعودي، فنال التقدير والتكريم.

إن تكريم المثقفين والشعراء والمبدعين في حياتهم له طعم خاص، وتأثير إيجابي يشعرهم أن في الوطن يدًا حانية ترعاهم وتقدر جهدهم ودورهم الثقافي والريادي، وترفع من معنوياتهم وتدفعهم إلى مزيد من العطاء.

نعلم أن وزارة الثقافة تهتهم بالأدب والمثقفين والمبدعين بشتى انتماءاتهم الفكرية والثقافية، وتسعى إلى تكريمهم ومنحهم جوائز تقديرًا لهم ولنتاجهم الثقافي والمعرفي والإبداعي ونثمن لها هذ الدور، ولعل وزير الثقافة يتبنى هذا المقترح ويقوم بتأسيس جائزة عالمية «للكتاب» تحمل اسم خادم الحرمين جلالة الملك سلمان ابن عبد العزيز -حفظه الله- لها أمانة عامة وأمين عام ومحكمون على درجة عالية من التحصيل العلمي مشهود لهم بالنزاهة والتجرد من أي انتماءات فكرية وعقائدية، تُمنح سنويًا لرموز الثقافة في المملكة والوطن العربي والعالم، وفق معايير صارمة، ويكون منحها يتوافق مع فعاليات معرض «الرياض الدولي للكتاب».

ولن يخيب أملنا -بإذن الله- في رجل عُرف بحرصه على تبني أي اقتراح أو فكرة تعزز من دور المملكة الإنساني والثقافي والمعرفي.