هل يوجد قانون يحمي قراراتك التي اتخذتها، نتيجة التلاعب النفسي والعاطفي الذي وقعت ضحيته؟، هل هناك قانون يرفع عنّا ظلما قد وقعنا فيه بأيدينا دون وعي؟، وغيرها الكثير من الحالات التي تكون ضحيتها بإرادتك، وليس لها قانون تستعين به لاسترداد حقك ورفع الظلم عنك.

دعني أرفق مثالا لذلك، في الطب النفسي وخاصة العلاج السلوكي والمعرفي، يحدث الكثير من الاستغلال، يستغل المعالج ضعف هذا المريض في جانب معين، ويحاول إيهامه أنه موجود، ويعيش المريض على هذا الشعور حتى تتحول طبيعة تفكيره، والهدف حقيقةً هو استمرار المريض بالتردد على المعالج، ودفع قيمة الجلسات الخيالية، حتى لا ينقطع هذا الشعور الذي أوهم به، بل إن البعض يستخدم صلاحيته في السؤال عن أمور شخصية جدا، ويتمادى بطلب تفاصيل أكثر من اللازم، والمهم فقط هو طبيعة الحدث وشعور المريض تجاهه. التفاصيل لا فائدة لها سوى استخدام وقت أطول حتى انتهاء الجلسة، وبالتالي زيادة عدد الجلسات، فما تستطيع حله في عشر جلسات، سيمتد الى ثلاثين جلسة وأكثر، ناهيك عن استخدام هذه الجلسات لمآرب شخصية، من استغلال العواطف والمشاعر، بطريقة أو بأخرى، لاحظ.. كل ذلك يحدث وفق القانون والنظام، ولا يمكن لك كشف الخلل مهما كنت تتمتع بذكاء عال، فكيف يحدث كل هذا؟

مثال آخر.. وهو الابتزاز العاطفي الذي تمارسه العائلة عليك، أو من كان له سلطة عليك بطريقة أو بأخرى، عندما تلبي رغباتهم يقدمون لك الود، وقد لا يكون كافيا، وإن عارضتهم في هذه الرغبات نبذوك عاطفيا واجتماعيا، أنت ضحية فكر قمعي وحشي، لا قانون يحميك من هذا العبث النفسي، لا يوجد قانون يجبر الأم أن تعامل ابنتها بحب، ولا قانون يجبر العائلة أن تدعمك في قراراتك بحب ووفاء، ولا قانون يحمينا نحن من قراراتنا التي اتخذناها بعاطفة كسير، وجد القليل من الحب فأندفع حاجةً. القانون لا يحمي دائما، بل أحيانا يكون هو الذي يسمح للآخرين باستغلالك على حسب الحالة.


لا تعتمد على القانون في تقييم ما حولك، أنت كإنسان، من وضع القانون، وانت من ستعرف إن كنت ضحية تلاعب أو استغلال، وإن كنت كذلك، استرد حقك بما ترتضيه نفسك، وفق قانونهم وبأسلحتهم.

تذكر أنه.. لا حامي لك سواك، ولا جارح لك برضاك.