في البداية لن يكون هذا المقال فيه الكثير من الجدِّية، بل سيحاكي الروتين اليومي الذي نعيشه من أشياءً سطحية وغيرها، منذ بداية الأزمة وحتى يومنا هذا نطالب بمحاسبة من أوصل البلاد إلى الانهيار الشامل، ونرى دعوات لمظاهرات تحت شعارات مختلفة، وأبرزها سقوط المنظومة الفاسدة أو محاربة الفساد.

عندما نقرأ صفحات التواصل الاجتماعي من شتم السياسيين أو التجار نظن بأن الشعب جائع، لكن لو رأينا الواقع فتختلف وجهة نظرنا تجاه الشعب إذ إن حصل خلاف بين شخص وآخر أو سمع خبر من هذا الشخص على ذاك سرعان ما تقوم أو يقوم بحذف الصداقة أو عدم كتابة التعليق أو وضع زر الإعجاب بدل النقاش والتفاهم.

في العالم الافتراضي أي على الوسائل التواصل الاجتماعي نرى الناس تنشر الكثير من التعليقات فيها الشتيمة للتجار والسياسيين بسبب غلاء الأسعار والفساد المستشري، فتبدأ الدعوات لمقاطعة هذا المتجر أو توقيف هذا النائب أو الوزير، وفي اليوم يذهبون لهذا المتجر لشراء البضاعة أو يحذفون من هذا النائب من القائمة المعجبين أو يكتفون بكتابة تعليق مسيء أو يقطعون الطريق على الناس لساعات.


إذن هكذا سيسقط الفاسدون بطريقةٍ سهلة وطريفة في العالم الافتراضي، أما في الواقع فحدث ولا حرج، فشعبٌ سطحيّ يتباهى بحذف الأصدقاء أو زيادة على المعجبين، ولا يفكر بحل جديّ للبلد وإعادة إنعاش اقتصاده، بل يزيد من التنمر على الآخرين، فمنذ زمن ليس ببعيد سخروا من دول الخليج بأنها صحراء ولا حياة فيها، أما اليوم من المتوقع أن تصبح الخليج بدل أوروبا جراء التقدم بكافة المجالات من التعليم إلى الرياضة، ولبنان عاد 10 أعوام إلى الوراء.