يواصل الفنان التشكيلي أحمد فلمبان رصده واحتفاله بالفن التشكيلي السعودي، عبر كتابه الجديد «حكاية أجيال» في مسعى منه، لتصنيف الفنانين إلى أجيال فنية، معتمدا في إعداد مادته على اطلاعه ومتابعته لأنشطة الفن التشكيلي في المملكة على مدى نصف قرن، واضعا في الاعتبار -حسب قوله - منهاجا متسقا مع التشكيل السعودي بواقع تركيبه وتأسيسه، لوضع الأمور في نصابها، وتصحيح الاجتهادات العاثرة والتكهنات المغلوطة في التصنيف، ومزاحمة البعض على المكانة المرموقة والألقاب، في ظل غياب المعايير المنظمة والاهتمام بالتوثيق.

قفزة في الفنون البصرية

الكتاب الصادر برعاية جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة ودعم من رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالله دحلان، يعد السادس ضمن الكتب المنشورة عن التشكيل السعودي في مسيرة الفنان أحمد فلمبان الذي أوضح أن تدشينه سيكون بعد إجازة الحج في فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة.

وأضاف فلمبان ملقيا الضوء على قصة الكتاب بقوله: في ظل التحول الوطني، والنظرة المستقبلية لمتطلبات المرحلة الحالية التي أفرزتها متغيرات اجتماعية عدة، وضمن إطار الاهتمام بالمشهد الثقافي، ودعم أكبر للفن التشكيلي، الذي أخذ حيزا مهما في المنظومة الثقافية السعودية، ويواكب الحركات الفنية المعاصرة في العالم، والارتقاء به إلى المستوى الذي يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، باعتباره أحد مظاهر «القوى الناعمة» الجمالية لدى الأمم والشعوب. وبمناسبة القفزة الهائلة والفترة الذهبية في الفنون البصرية التي تعيشها المملكة، لمواكبة كل هذا جاء إصدار الكتاب المكون من 700 صفحة، تناولت 607 فنانين ونموذجا واحدا من عمل كل فنان، موزعين على خمسة أجيال فنية.

فكرة التصنيف

قبل عقد من الزمن، أصدرت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كتاب (التشكيليون السعوديون) لأحمد فلمبان، الذي كان الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، لرصد محطات الفن التشكيلي السعودي وأهم التجارب والتحولات خلال أربعة عقود، ولمحات عن تاريخه ونبذة مختصرة لـــ 498 فنانا وفنانة من المؤسسين والرعيل الأول والمواكبين لمسيرة الفن التشكيلي السعودي.

يقول فلمبان: كانت غاية الكتاب التعريف بهذه الأسماء وحفظها في الذاكرة حتى لا تختفي مع زحام العصر، وخلال هذه الفترة جال في خاطري تصنيف هذه الثلة وما بعدهم إلى أجيال فنية، معتمدا على اطلاعي ومتابعتي لأنشطة الفن التشكيلي بالمملكة لخمسة عقود، وبدأت جديًّا في التخطيط لهذا المشروع، باحثا عن المعلومات من ملفات الفنانين بقاعدة البيانات التي أنشأتها لأكثر من 13258 فنانا، ومن مدونات المطبوعات والكتيبات ومطويات المعارض الشخصية والجماعية ونشرات المراسم والأندية والجماعات التشكيلية، ومن خلال 814 استبانة من الفنانين والفنانات، وبعد البحث والتقصي والمقارنة وتتبع الأحداث، تمكنت من التوصل لـ 607 فنانين، حوت سيرتهم الذاتية معلومات حققت في تصوري متطلبات التصنيف.

منهاج تصنيف الفنانين

(الجيل الأول) الذين ظهروا في الثمانينيات الهجرية، وفي مرحلة التأسيس وبدايات معـارض رعاية الشباب بوزارة المعارف وإنشــاء معهد التربية الفنية في الرياض، وعودة أوائل الخريجين من البعثات الفنية من القاهرة وروما، إلى عام 1389 المتزامن مع انتقال الأنشطة التشكيلية من وزارة المعارف إلى الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتي تحولت فيما بعد إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومع المعرض الجماعي الأول لفناني المملكة الذي أقيم تحت إشرافها في المكتبة العامة بشارع الوزير بالرياض.

(الجيل الثاني) الذين بدأت مسيرتهم الفنية من العام 1390 إلى عام 1400، عصر الطفرة والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة ومع بداية تطبيق الدولة لخطط التنمية الخمسية وضمن الخطة الأولى، وإنشاء القنوات الرسمية المشرفة للفن التشكيلي وتأسيس كليات التربية الفنية للبنين وظهور فنانين تلقوا تعليمهم في هذه الكليات، وبدايات بالنتاجات الفنية المتنوعة.

(الجيل الثالث) الذين بدأت مسيرتهم الفنية من العام 1401 إلى عام 1411، مرحلة الانطلاق والانتشار للفن التشكيلي، وإنشاء كليات التربية الفنية للبنات واهتمام الرأي العام والصحافة بهذا الفن، بالتزامن مع الخطة الخمسية الثانية للدولة، وبداية ملامح التجريب في عصر التقنيات الحديثة والحاسوب، لتخطي اندفاع الجيل الثاني نحو آفاق جديدة.

(الجيل الرابع) الذين بدأت مسيرتهم الفنية من العام 1412 إلى عام 1422، بداية ملامح الإيقاع السريع ومرحلة التجريب والبحث في منظومة الآفاق والتأويلات المطلقة والأساليب الفنية المتنوعة في عصر الثورة الرقمية.

(الجيل الخامس) الذين بدأت مسيرتهم الفنية من العام 1423 إلى 1443، وهم من الطلائع والشباب المتحمس، جيــل مقدام جسور يبحث ويجرب ويكتشف ويغامر في هذا الفضاء لإيجاد أسلوب مختلف، ومسايرة تيار عصر الاتصـالات والفضائيات والآثار التي نتجت عن استخدام هذه التقنيات عالميًا، في ظل الطفرة التكنولوجية الحديثة ومستقبل البشرية والذكاء الاصطناعي مع الإنترنت.

متطلبات التصنيف:

أقدم تاريخ لبدايات عروض الفنانين الشخصية أو مشاركاتهم في المعارض الجماعية.

 تقسيمهم إلى 5 أجيال

كل جيل 10 سنوات فنية وترتيبهم أبجديًا

تسجيل المعلومات الفنية في حدود المساحة المتاحة لكل فنان وصورة واحدة من لوحاته.



أهداف الكتاب

1 - تزويد المكتبة الفنية السعودية والعربية بمرجع عن واقع الفن التشكيلي السعودي

2 - رصد محطات الفن التشكيلي وأهم تجارب الأجيال خلال نصف قرن

3 - تصنيف الفنانين فنيًّا إلى أجيال.

4 - وضع الأمور في نصابها وتصحيح الاجتهادات المغلوطة في تصنيف الفنانين

5 - نواة لدراسات مستقبلية

الجيل الأول

يتكون من 51 فنانًا

الجيل الثاني

يتكون من 101 فنان

الجيل الثالث

يتكون من 142 فنانًا

الجيل الرابع

يتكون من 223 فنانًا

الجيل الخامس

يتكون من 90 فنانًا

أحمد فلمبان

فنان تشكيلي سعودي

ولد في مكة المكرمة عام 1951

من أبرز رواد الفن التشكيلي في السعودية، وأحد الذين أسهموا في إثراء المشهد التشكيلي السعودي.

صدر له العديد من المؤلفات في الفن التشكيلي من أبرزها كتاب (التشكيليون السعوديون)، وكتاب (فن في نصف قرن: أضواء على توهجات الفن التشكيلي السعودي).

بكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1971

جائزة مينيرفا لأحسن طالب في الأكاديمية للعام الدراسي 1970-1971

تتلمذ على أيدي كبار الفنانين الإيطاليين مثل في ريناتو جوتوسو، وفرانكوجنتيليني.

أكثر من 14 معرضا شخصيا في جدة، الرياض، إيطاليا والنمسا

شارك في أكثر من 93 معرضا مشتركا وبيناليات ومهرجانات وفعاليات فنية منذ عام 1967.

تقتني أعماله العديد من الجهات من بينها:

السفارة السعودية في روما، والمتحف الوطني لفن الطباعة في روما، ومتحف بلدية كاسال ماجوري في إيطاليا، وأكاديمية الفنون الجميلة في روما.

جوائز وتكريم:

وسام الاستحقاق الإيطالي عام 2007.

درع «مايسترو في الفن» من الجمعية العالمية للفنون والثقافة الإيطالية.

الجائزة الأولى في بينالي البحر الدولي الثلاثين في روما عام 2005.

منحه رئيس الجمهورية الإيطالية وسام الدولة ولقب «فارس» عام 2007.

كرمته وزارة الثقافة والإعلام تقديرًا لمسيرة عطائه في الفن التشكيلي عام 2010.

كرمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في مكة المكرمة.