لأول مرة أعاصر تاريخاً يهدم، 80 عاماً من الشموخ وبناء كيان عملاق يهد، لأن من تولى زمام أمره لم يستشعر عِظَم الكارثة المقبلة.

المفاجأة والصدمة لكل من ولدوا وهم يتنفسون حب الكيان، أن النادي الأهلي يصارع الهبوط، بفضل إدارة لم تعمل يوما في المجال الرياضي. من بداية الموسم لم يكن لي حديث غير أن هذه الإدارة فشلت في فترة رئاسية سابقة وبعناصر الفشل نفسه، فما الجديد الذي ستقدمه الآن! فمنذ تقدم ماجد النفيعي للرئاسة تساءلت لماذا أقدم على هذه الخطوة، وهو رجل أعمال يحتاج كل وقته من أجل أعماله، ماذا ستضيف له رئاسة الأهلي، خصوصاً لو قاس بلغة رجال الأعمال جدوى خطوته، ولا أتحدث مالياً، أتحدث عن النجاح والفشل، لوجد أن الخسائر أكبر.

ولأننا من بداية الموسم تكلمنا عن الإدارة واللاعبين وسلسلة المقالات تشهد، اليوم لا لوم على الإدارة، اللوم الأكبر على كل من دعم وصوت لإدارة أثبتت فشلها قبل البدء، اللوم على أعضاء الجمعية العمومية التي لا أعلم ما أهميتها وهي تشاهد الفريق يصارع على الهبوط وتكتفي بالمشاهدة. لوم الإدارة اليوم مضيعة للوقت لأنه لو كان هدفهم خدمة الأهلي لانسحبوا مبكراً، فمن يأتي لخدمة مكان ولا يوفق فيه، يغادره، ويتركه لمن يحقق مصلحة النادي.

«أعيدوا الأهلي لأهله»، جملة قرأتها من أحد عشاق الكيان الأهلاوي كتبها وهو يعتصر ألما، وأهله من عمالقة الوسط الرياضي، لذا فالملامة الكبرى- أيضاً- تقع عليهم، فكيف من بنوا هذا التاريخ، يقبلون أن يهدم، وكيف وقفوا متفرجين على العبث الذي طال تاريخا صنعوه، كيف قبلوا أن يهدم صرحاً بناه الأمير عبدالله الفيصل، حتى وإن بقي الأهلي في الدوري الممتاز، بعد انتظار نتائج أندية أخرى، ما حدث يبقى وصمة عار لن تُنسى، في تاريخ الأهلي.

اليوم لا نقاش يطال ماجد النفيعي ولا موسى المحياني، ولن نعود لهاسي ولا اختيار اللاعبين، فهذه مسلمات انتهى وقتها، اليوم واجب أهل الأهلي العودة وإصلاح الأوضاع، فلو هبط الأهلي للأولى بهذا الفكر الإداري نفسه، فلن نشاهد الأهلي إلا في الدرجة الثانية.

وأتمنى ألا تُستبعد الإدارة، دون فتح دفتر المحاسبة، فما حدث لا يمر مرور الكرام، من أوصل الأهلي لهذه المرحلة يجب أن يحاسب، فالأهلي لم يكن يوما جسرا للحصول على شهادات ودورات، من يأتي إما أن يقدم شيئا أو سيحصل على شهادة بتقدير «فاشل»، لن تفيد شهادات «الكراس» للمستقبل طالما نتيجة العمل الحالي وثمرته هبوط الأهلي.