«تخيل تهدر روح إنسان لأن ما بينكم نصيب».. كانت تلك مقولة إحدى المغردات في منصة (تويتر) وفيها تعزو السبب الرئيس لمقتل طالبتين جامعيتين إلى رفضهما الارتباط بالقاتلين، ليبقى السؤال:

ما هو تأثير الرفض على نفسية الرجل؟

هل يعود ذلك لعلة نفسية تتطلب العلاج؟.

وهل يقرر ارتكاب مثل تلك الجرائم؟

أسئلة كثيرة وملحة، طرحها المتابعون للجريمتين اللتين حظيتا باهتمام واسع. من جانبها، أوضحت أخصائية الطب النفسي الدكتورة هدى البشير أن بعض الجرائم التي نشهدها يعود سببها الرئيس إلى الحالة النفسية التي يتعرض لها الرجل، خاصة عندما يكون هنا مخططا للزواج من فتاة، فيحاول جاهدا خلال تواصله معها إثبات رجولته، وأنه على قدر من المسؤولية، وأنه قادر على المتطلبات التي تنتج عن محاولة إثبات ذلك.

الموافقة المبدئية

تابعت: في بعض الحالات يكون هناك اهتمام مبالغ فيه من قبل الذكر لمحاولة لفت نظر الفتاة والتقرب منها من أجل الارتباط بها، وتقع الكارثة عندما يكون هناك عشم وموافقة مبدئية لا سيما أنه يقع في دائرة المسؤول عمن يرغب الارتباط بها ويُفاجأ بالإهمال المفاجئ، ويقع في دائرة ثقافة اللوم والتشجيع السلبي من قبل المحيطين به خاصة عندما يتعرض الأمر لرجولته وكثيرا مانسمع: لو كنت رجل لما كان ذلك يُفعل بك.

وأضافت: «هنا يجب على الأسرة متابعة أبناءها وعدم الخوض في مثل تلك العلاقات التي تفتح نوافذ الاستغلال وقضاء الحاجات والرفض المفاجئ»، واستطردت قائلة: «ولا ننسى الفترة التي يرفض فيها الشاب بعد أن أخذ إشارات الموافقة المبدئية في أنه قد يكون عرضه للوقوع في المخدرات والأدمان بالتالي تنفيذ الجريمة دونما وعي بدافع الخفاء وإثبات رجولته».

رقابة أسرية

عن دور التوجيه الأسري قالت الموجهة والمدربة المحترفة في التوجيه الأسري والزواجي شذا المسجن: «لا بد أن يدرك المربون أن أبناءنا يتعرضون لمهالك كثيرة ومتنوعة مع تسارع وتيرة الحياة والانفتاح الكبير في كل وسائل التواصل، وهنا يكون دور الأسرة أكبر في سد الفجوة وتقليص الفروقات لحماية الجيل من كل ما يتعرض له في جميع الأصعدة».

حيطة المحكمة

يُذكر أن محكمة استئناف المنصورة، أصدرت بيانًا بشأن قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة. وجاء فيه: «حظر النشر نهائيًا في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وجميع الصحف والمجلات القومية والحزبية اليومية والأسبوعية المحلية والدولية، وغيرها من النشرات، أي كانت، وكذلك المواقع الإلكترونية عدا جلسة النطق بالحكم».

وعلق مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية والمحامي بالنقض، أحمد مهران، على منع النشر، بقوله: «إن هناك حالات لا يجوز نشرها وهي التي ترى فيها المحكمة أو النائب العام أن النشر من شأنه أن يؤثر سلبا على سير التحقيقات أو سير القضية أو كشف الأدلة أو تجميعها التي تسعى المحكمة لحصرها للكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة وإجراء محاكمة سليمة، وهذا مرجعه للسلطة التقديرية للمحكمة والتي من شأنها أن تقدره أو ترفضه، فلا توجد حالات محددة على سبيل الحصر ولا أسباب مؤكدة منصوص عليها للمنع أو للنشر».

مبدأ العلانية

أوضح المستشار القانوني عبدالكريم القاضي «أن الأنظمة القضائية حثت على مبدأ العلانية في جلسات التقاضي باهتمام كبير لأنه من أهم أسباب تحقيق العدالة التي بشأنها كان القضاء، إلا أن هناك استثناءات واردة على علانية جلسات التقاضي لحساسية بعض الأمور ومالها من تبعات تؤثر على مجرى القضية أو تاثير الرأي العام عليها أو لأسباب تراها المحكمة مراعاة للمصلحة ودرءا للمفسدة المحتملة».

جريمتان تثيران الرأي العام:

- شهدت مدينة المنصورة في مصر جريمة بشعة يوم 20 يونيو الحالي، حيث ذبح طالب زميلته بالجامعة أمام بوابة كليتها، لأنها قامت برفضه.

- هزت جريمة أخرى، في 23 يونيو، المجتمع الأردني. فقد لقيت طالبة عشرينية حتفها، بعدما أطلق شاب الرصاص عليها، داخل إحدى الجامعات الخاصة شمال العاصمة عمّان.