هل تعرض العيون للشمس أو ضوء النهار ضروري؟ ولا يقصد بالسؤال النظر مباشرة للشمس فذلك بالتأكيد مضر ومدمر للعين، وإنما المقصود التعرض بالشكل الطبيعي دون نظارات شمسية أو طبية بحيث تصل أشعة الشمس والضوء النهاري للعين وللوجه بشكل عادي بين فترة وأخرى. لست طبيبًا وإجابة هذا السؤال مقصورة على أطباء العيون والمختصين، لكن من واقع تجربة يبدو لي ذلك ضروريًا فعندما تظل العيون في ظل دائم ربما ذلك يجمد بعضًا من سوائل مكونات العين وبالتالي يحدث خللا ما.

وهذا ما حصل معي شخصيًا عندما حدث لدي ازدواجية في النظر بحيث أرى السيارة أمامي سيارتان أثناء سيري في الطريق وتتشابك الخطوط أو تتداخل دون وجود سبب. حدث لي هذا الخلل عندما كنت قادمًا من الرياض إلى إحدى المناطق ليلا ولولا وجود (المدام) برفقتي وهي ماهرة جدًا في القيادة لما استطعت مواصلة الطريق. فسلمتها القيادة حتى الوصول لوجهتنا. انتظرت بضعت أيام لاعتقادي أن الأمر بسبب الإرهاق والتعب وقلة النوم، لكن ظلت المشكلة مستمرة وتخف مع الراحة لكنها تعاود سريعًا.

والغريب أنني عندما راجعت عددًا من الأطباء وفي عيادات مشهورة وجيدة الإمكانات والتجهيزات الطبية لم يجدوا أي خلل.! فالنظر 6 على 6 ومكونات العيون سليمة تمامًا وجميع كلامهم متطابق وهم بدرجة استشاري، عدا طبيب واحد أقل درجة فسر الأمر بأنه ربما بسبب إرهاق فقط. وجميع هؤلاء الأطباء سألتهم سؤالا واحدا. هل تمر عليكم في العيادة حالات بنفس الحالة؟ فكانت إجابتهم: نعم كثير لكن عند فحصهم يكون السبب واضحًا وبكل سهولة. لكن في حالتك أنت لا يوجد سبب واضح بتاتا وسليم تماما.! اندهشت كيف لا يوجد سبب لهذا الأمر المزعج فأنا من يعاني المشكلة وأعرف عيني جيدا لم تكن كما كانت، أين المشكلة لماذا لم يكتشفوا شئنًا ولم يصفوا علاجًا، فقط أحدهم عندما احتار طلب مني تحليلا معينا لغدة لها علاقة بالعيون فكانت النتيجة أكثر من ممتازة.!

ومع هذه التساؤلات العاصفة تذكرت أنني منذ أكثر من 25 عاما لم تفارقني النظارات الشمسية، ولا تفارق عيني إلا عند غروب الشمس فقط. ولا أتحمل السير دون نظارات شمسية وغالبًا لدي نظارات احتياطية. فتوصلت إلى أن ذلك (قد) يكون السبب وأن السبب (قد) يكون (الظلام) المستمر. فلماذا لا أجرب ترك النظارات لفترة طويلة؟ وهنا بدأت بالتجربة رغم عدم اعتيادي على ذلك ووجود صعوبة، لكن الحاجة كما يقولون أم الاختراع وبداية الحل لأي مشكلة الشك والبحث.

بدأت أعرض الوجه للشمس بشكل عادي بحيث يصل الضوء للعيون وتتغير حركات العيون من ناحية طريقة التحديق عن الوضع الحركي لها في النظارات إلخ. وهنا فعلا بدأت المشكلة تختفي تدريجيًا وبشكل سريع حتى اختفت تمامًا بعد أشهر تقريبًا فهل ضوء النهار بالأصح ضروري للعيون؟ لست أعلم ولا أجزم بذلك ربما هناك سبب ما، ولكنني حتى تاريخه أعتقد ذلك بناء على ما سبق من تفاصيل أعلاه.