لا يتعلم تنظيم القاعدة من أخطائه ولا من ماضيه. في كل مرة يثبت للجميع تخبطه.

حيث أصبحت أنشطة التنظيم حالياً قائمة على الابتزاز. وفي حالات الاختطاف لم يعد مهماً لديهم أن يكون المختطف مسلماً أو كافراً، فكل من يختلف معهم يسقطون حقه في الحياة.

في الشريط المرئي الأخير للتنظيم والذي يظهر فيه الدبلوماسي المختطف في اليمن عبدالله الخالدي، يمارس التنظيم أشد أنواع الغباء، وذلك بمحاولة إجبار الخالدي على الحديث والبوح - كما يظن أزلام القاعدة - عن أسرار وتفاصيل عمل السفارة السعودية في اليمن والقنصليات التابعة لها.

بجولة بسيطة في محرك البحث Google سيجد أي شخص ما حواه الشريط في منتديات إلكترونية كثيرة، وبعض مواقع الإنترنت. أي أن القاعدة بدأت تمارس الابتزاز عن طريق جمع كل ما يشاع ويتناقله الناس، وبعد ذلك يتم تجهيز أستوديو التصوير الدموي وتبدأ الأسئلة.

السعودية لن ترضخ لمطالب القاعدة بتسليم بعض السجينات، ولم تتم مفاوضة القاعدة حين كان التنظيم يمارس إجرامه على أرض المملكة، فكيف ستتم المفاوضة الآن مع تنظيم لا يعرف معنى الإنسانية حتى؟

أفراد عصابة القاعدة يعيثون في الأرض فساداً، ويحملون السلاح بعد أن يبرروا لأنفسهم القتل بذريعة كفر المخالف لهم، حكومة أو فرداً، وبعد أن يقعوا في قبضة الأمن، يبدأ الضمير الذي كان نائماً وصامتاً عن إجرامهم يتحدث وينطق، ويستخدم العدالة والإنسانية كمفاهيم للتعامل مع أزلام القاعدة، نساءً أو رجالاً.