بودي، مثلما أنا واثق أن هذه هي رغبة الملايين من هذا الشعب المعطاء الكريم، أن يتفضل علينا فضيلة الدكتور، فهد بن عبدالعزيز السنيدي، المتحدث الرسمي باسم (لجنة العلماء لمناصرة سورية) بالإجابة على هذه التساؤلات حول البيان الأول للجنة، ولاسيما أن اللجنة تؤمن أن لدينا كمجتمع عشرات الأسئلة، ولهذا أسمته اللجنة متحدثاً للإجابة على هذه الأسئلة:
الأول: إجرائي صرف: لماذا يقول البيان بالحرف (إن اللجنة لا توجد لها حسابات بنكية وإنها ستستقبل التبرعات النقدية عبر مندوبيها المحددين في المناطق)؟ ما الذي يمنع هؤلاء المندوبين من فتح حسابات بنكية وهو إجراء لا يستغرق ربع ساعة في أقرب بنك حتى نطمئن جميعاً أن العملية برمتها تتم في الهواء الطلق، ولاسيما أن البيان يشير في استهلاله إلى أن اللجنة قامت تمشياً، بناء (على الموقف المعلن رسمياً وشرعياً)؟ أنتم تعلمون جيداً أن للقطاع الشعبي العريض وللموقف الرسمي أيضاً هواجسه وشكوكه مع المال السائل، وأن المجتمع نفسه هو من لدغ من قبل وهو يكتشف خروقات هائلة من نقل النقد بالأكياس بدلاً من الوعاء الواضح للبنوك، فلماذا الإصرار على الطريقة الأولى طالما أن الثانية سهلة ومفتوحة ولو بأسماء المندوبين إذا ما تعذر فتح الحساب باسم اللجنة؟ لماذا أيضاً لا يكون أعضاء اللجنة ومندوبوها يمثلون شرائح مختلفة من القطاع الشعبي من رجال أعمال ووجهاء وأعيان مجتمع حتى نعطيهم الثقة ونوسع دائرتها، ونعلن أنه لا شيء لدى أحد ليخفيه حتى يعرف الكل أن (الكل) أيضاً تعلم الدرس الصعب من دروس سابقة؟
الثاني: أين ستذهب هذه الأموال النقدية السائلة بالكاش ولمن وكيف؟ نحن أيها المشايخ الفضلاء الكرام، وبعد عام ونصف من الثورة السورية، على دراية تامة بفضائل المعارضة وبأبرز ممثلي أجنحة الثورة. نحن نعلم أن الشعب السوري المنكوب لا يشتكي الجوع ولا العراء قدر حاجته لوسائل الدفاع عن النفس. هل لديكم طرف ثالث غير الجيش الحر وغير المجلس الوطني؟ من هو هذا الطرف وكيف ستصلون إليه؟ ومرة أخرى حتى لا يكرر هذا المجتمع نتائج تجاربه السابقة في تبرعات ضخمة ثم عاد ليكتشف أن حصادها عاد إليه ليستهدفه في أمنه وفي الآلاف من شبابه، وأنا هنا في حل عن برهنة ما لم يعد بحاجة لبرهان. وفوق هذا نحن نعلم أن الموقف الرسمي لقيادة هذا البلد هو الداعم الأول للشعب السوري، وأن الموقف الرسمي السخي يستطيع، وقد فعل وسيفعل، أن يدفع ألف ضعف لما نستطيع أن نجمعه في عام كامل، وبقرار مالي رسمي في بضع ثوان. صدقوني أن مثل هذه اللجان الغامضة ومثل هذه الآليات التي تترك هذه الأسئلة المكشوفة هي أول من يضعف الموقف الرسمي ويضعه تحت الحصار والشبهة، وبالتالي قد يخسر الشعب السوري، وهو الهدف، تدفق النهر لمصلحة – صنبور – صغير جانبي. كل هذا الشعب سيهب وسيدفع ولكنه وبكل صدق وَجِلٌ شكاكٌ من لدغة تجارب سابقة.